nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29000_31855_31788فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون
لما تم الاعتراض الواقع في خلال قصة
إبراهيم عاد الكلام إلى بقية القصة بذكر ما أجابه به قومه .
والفاء تفريع على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16إذ قال لقومه اعبدوا الله .
وجيء بصيغة حصر الجواب في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24اقتلوه أو حرقوه للدلالة على أنهم لم يترددوا في جوابه وكانت كلمتهم واحدة في تكذيبه وإتلافه ، وهذا من تصلبهم في كفرهم .
ثم ترددوا في طريق إهلاكه بين القتل بالسيف والإتلاف بالإحراق ، ثم استقر أمرهم على إحراقه لما دل عليه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فأنجاه الله من النار . و
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24جواب قومه خبر " كان " ، واسمها
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24أن قالوا . وغالب الاستعمال أن يؤخر اسمها إذا كان " أن " المصدرية وصلتها كما تقدم في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=51إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا في آخر سورة النور ؛ ولذلك لم يقرأ الاسم الموالي لفعل الكون في أمثالها في غير القراءات الشاذة إلا منصوبا .
وقد أجمل إنجاؤه من النار هنا ، وهو مفصل في سورة الأنبياء .
والإشارة بـ ذلك إلى الإنجاء من
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فأنجاه الله من النار ، وجعل ذلك
[ ص: 235 ] الإنجاء آيات ولم يجعل آية واحدة ؛ لأنه آية لكل من شهده من قومه ؛ ولأنه يدل على قدرة الله ، وكرامة رسوله ، وتصديق وعده ، وإهانة عدوه ، وأن المخلوقات كلها جليلها وحقيرها مسخرة لقدرة الله تعالى .
وجيء بلفظ " قوم يؤمنون " ليدل على أن إيمانهم متمكن منهم ومن مقومات قوميتهم كما تقدم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24لآيات لقوم يؤمنون في سورة البقرة . فذلك آيات على عظيم عناية الله تعالى برسله فصدق أهل الإيمان في مختلف العصور . ففي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24لقوم يؤمنون تعريض بأن تلك الآيات لم يصدق بها قوم
إبراهيم ؛ لشدة مكابرتهم وكون الإيمان لا يخالط عقولهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24nindex.php?page=treesubj&link=29000_31855_31788فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
لَمَّا تَمَّ الِاعْتِرَاضُ الْوَاقِعُ فِي خِلَالِ قِصَّةِ
إِبْرَاهِيمَ عَادَ الْكَلَامُ إِلَى بَقِيَّةِ الْقِصَّةِ بِذِكْرِ مَا أَجَابَهُ بِهِ قَوْمُهُ .
وَالْفَاءُ تَفْرِيعٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=16إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ .
وَجِيءَ بِصِيغَةِ حَصْرِ الْجَوَابِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَتَرَدَّدُوا فِي جَوَابِهِ وَكَانَتْ كَلِمَتُهُمْ وَاحِدَةً فِي تَكْذِيبِهِ وَإِتْلَافِهِ ، وَهَذَا مِنْ تَصَلُّبِهُمْ فِي كُفْرِهِمْ .
ثُمَّ تَرَدَّدُوا فِي طَرِيقِ إِهْلَاكِهِ بَيْنَ الْقَتْلِ بِالسَّيْفِ وَالْإِتْلَافِ بِالْإِحْرَاقِ ، ثُمَّ اسْتَقَرَّ أَمْرُهُمْ عَلَى إِحْرَاقِهِ لِمَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24جَوَابَ قَوْمِهِ خَبَرُ " كَانَ " ، وَاسْمُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24أَنْ قَالُوا . وَغَالِبُ الِاسْتِعْمَالِ أَنْ يُؤَخَّرَ اسْمُهَا إِذَا كَانَ " أَنْ " الْمَصْدَرِيَّةُ وَصِلَتُهَا كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=51إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا فِي آخِرِ سُورَةِ النُّورِ ؛ وَلِذَلِكَ لَمْ يُقْرَأْ الِاسْمُ الْمُوَالِي لِفِعْلِ الْكَوْنِ فِي أَمْثَالِهَا فِي غَيْرِ الْقِرَاءَاتِ الشَّاذَّةِ إِلَّا مَنْصُوبًا .
وَقَدْ أُجْمِلَ إِنْجَاؤُهُ مِنَ النَّارِ هُنَا ، وَهُوَ مُفَصَّلٌ فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ .
وَالْإِشَارَةُ بِـ ذَلِكَ إِلَى الْإِنْجَاءِ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ ، وَجُعِلَ ذَلِكَ
[ ص: 235 ] الْإِنْجَاءُ آيَاتٍ وَلَمْ يُجْعَلْ آيَةً وَاحِدَةً ؛ لِأَنَّهُ آيَةٌ لِكُلِّ مَنْ شَهِدَهُ مِنْ قَوْمِهِ ؛ وَلِأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى قُدْرَةِ اللَّهِ ، وَكَرَامَةِ رَسُولِهِ ، وَتَصْدِيقِ وَعْدِهِ ، وَإِهَانَةِ عَدُّوِهِ ، وَأَنَّ الْمَخْلُوقَاتِ كُلَّهَا جَلِيلَهَا وَحَقِيرَهَا مُسَخَّرَةٌ لِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى .
وَجِيءَ بِلَفْظِ " قَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " لِيَدُلَّ عَلَى أَنَّ إِيمَانَهُمْ مُتَمَكِّنٌ مِنْهُمْ وَمِنْ مُقَوِّمَاتِ قَوْمِيَّتِهِمْ كَمَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ . فَذَلِكَ آيَاتٌ عَلَى عَظِيمِ عِنَايَةِ اللَّهِ تَعَالَى بِرُسُلِهِ فَصَدَّقَ أَهْلُ الْإِيمَانِ فِي مُخْتَلِفِ الْعُصُورِ . فَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ تَعْرِيضٌ بِأَنَّ تِلْكَ الْآيَاتِ لَمْ يُصَدِّقْ بِهَا قَوْمُ
إِبْرَاهِيمَ ؛ لِشِدَّةِ مُكَابَرَتِهِمْ وَكَوْنِ الْإِيمَانِ لَا يُخَالِطُ عُقُولَهُمْ .