الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فمنها ركوبهم [72]

                                                                                                                                                                                                                                        روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قرأت (فمنها ركوبتهم) قال أبو جعفر : حكى النحويون الكوفيون أن العرب تقول: امرأة صبور وشكور بغير هاء، ويقولون: شاة حلوبة وناقة ركوبة لأنهم أرادوا أن يفرقوا بين ما كان له الفعل وبين ما كان الفعل واقعا عليه فحذفوا الهاء مما كان فاعلا وأثبتوها فيما كان مفعولا كما قال:

                                                                                                                                                                                                                                        فيها اثنتان وأربعون حلوبة سودا كخافية الغراب الأسحم



                                                                                                                                                                                                                                        فيجب على هذا أن يكون "ركوبتهم" فأما أهل البصرة فيقولون: [ ص: 407 ] حذفت الهاء على النسب والحجة للقول الأول ما رواه الجرمي عن أبي عبيدة قال: الركوبة تكون للواحدة والجماعة، والركوب لا يكون إلا للجماعة. فعلى هذا يكون على تذكير الجمع. وزعم أبو حاتم أنه لا يجوز "فمنها ركوبهم" بضم الراء لأنه مصدر والركوب ما يركب، وأجاز الفراء "فمنها ركوبهم" بضم الراء، كما تقول: فمنها أكلهم، ومنها شربهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية