الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ القول في تأويل قوله تعالى : ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ( 24 ) )

قال أبو جعفر : ذكر أن امرأة العزيز لما همت بيوسف وأرادت مراودته ، جعلت تذكر له محاسن نفسه ، وتشوقه إلى نفسها ، كما : -

19013 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عمرو بن محمد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : ( ولقد همت به وهم بها ) قال : قالت له : يا يوسف ، ما أحسن شعرك! [ ص: 34 ] قال : هو أول ما ينتثر من جسدي . قالت : يا يوسف ، ما أحسن وجهك ! قال : هو للتراب يأكله . فلم تزل حتى أطمعته ، فهمت به وهم بها ، فدخلا البيت ، وغلقت الأبواب ، وذهب ليحل سراويله ، فإذا هو بصورة يعقوب قائما في البيت ، قد عض على إصبعه ، يقول : " يا يوسف لا تواقعها فإنما مثلك ما لم تواقعها مثل الطير في جو السماء لا يطاق ، ومثلك إذا واقعتها مثله إذا مات ووقع إلى الأرض لا يستطيع أن يدفع عن نفسه . ومثلك ما لم تواقعها مثل الثور الصعب الذي لا يعمل عليه ، ومثلك إن واقعتها مثل الثور حين يموت فيدخل النمل في أصل قرنيه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه " ، فربط سراويله ، وذهب ليخرج يشتد ، فأدركته ، فأخذت بمؤخر قميصه من خلفه فخرقته ، حتى أخرجته منه وسقط ، وطرحه يوسف واشتد نحو الباب .

19014 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : أكبت عليه - يعني المرأة - تطمعه مرة وتخيفه أخرى ، وتدعوه إلى لذة من حاجة الرجال في جمالها وحسنها وملكها ، وهو شاب مستقبل يجد من شبق الرجال ما يجد الرجل ; حتى رق لها مما يرى من كلفها به ، ولم يتخوف منها حتى هم بها وهمت به ، حتى خلوا في بعض بيوته .

ومعنى " الهم بالشيء " ، في كلام العرب : حديث المرء نفسه بمواقعته ، ما لم يواقع [ ص: 35 ] .

فأما ما كان من هم يوسف بالمرأة وهمها به ، فإن أهل العلم قالوا في ذلك ما أنا ذاكره ، وذلك ما : -

19015 - حدثنا أبو كريب وسفيان بن وكيع ، وسهل بن موسى الرازي ، قالوا : حدثنا ابن عيينة ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس ، سئل عن هم يوسف ما بلغ؟ قال : حل الهميان ، وجلس منها مجلس الخاتن لفظ الحديث لأبي كريب .

19016 - حدثنا أبو كريب ، وابن وكيع ، قالا حدثنا ابن عيينة ، قال : سمع عبيد الله بن أبي يزيد ابن عباس في ( ولقد همت به وهم بها ) قال : جلس منها مجلس الخاتن ، وحل الهميان .

19017 - حدثنا زياد بن عبد الله الحساني ، وعمرو بن علي ، والحسن بن محمد ، قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الله بن أبي يزيد ، قال : سمعت ابن عباس سئل : ما بلغ من هم يوسف؟ قال : حل الهميان ، وجلس منها مجلس الخاتن .

19018 - حدثني زياد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، قال : سألت ابن عباس : ما بلغ من هم يوسف؟ قال : استلقت له ، وجلس بين رجليها .

19019 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا يحيى بن يمان ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة : ( ولقد همت به وهم بها ) قال : استلقت له ، وحل ثيابه .

19020 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا قبيصة بن عقبة ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس : ( ولقد همت به وهم بها ) ، [ ص: 36 ] ما بلغ؟ قال : استلقت له وجلس بين رجليها ، وحل ثيابه أو ثيابها .

19021 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، قال : سألت ابن عباس ما بلغ من هم يوسف؟ قال : استلقت على قفاها ، وقعد بين رجليها لينزع ثيابه .

19022 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، قال : سئل ابن عباس ، عن قوله : ( ولقد همت به وهم بها ) ما بلغ من هم يوسف؟ قال : حل الهميان يعني السراويل .

19023 - حدثنا أبو كريب وابن وكيع ، قالا حدثنا ابن إدريس ، قال : سمعت الأعمش ، عن مجاهد ، في قوله : ( ولقد همت به وهم بها ) قال : حل السراويل حتى إليتيه واستلقت له .

19024 - حدثنا زياد بن عبد الله الحساني ، قال : حدثنا مالك بن سعير ، قال : حدثنا الأعمش ، عن مجاهد ، في قوله : ( ولقد همت به وهم بها ) قال : حل سراويله ، حتى وقع على إليتيه .

19025 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ولقد همت به وهم بها ) قال : جلس منها مجلس الرجل من امرأته .

[ ص: 37 ] 19026 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، قال : حدثني القاسم بن أبي بزة : ( ولقد همت به وهم بها ) قال : أما همها به ، فاستلقت له وأما همه بها ، فإنه قعد بين رجليها ونزع ثيابه .

19027 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثني حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله بن أبي مليكة ، قال : قلت لابن عباس : ما بلغ من هم يوسف؟ قال : استلقت له ، وجلس بين رجليها ينزع ثيابه .

19028 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا الحماني ، قال : حدثنا يحيى بن اليمان ، عن سفيان ، عن علي بن بذيمة ، عن سعيد بن جبير وعكرمة ، قالا حل السراويل ، وجلس منها مجلس الخاتن .

19029 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عمرو بن محمد العنقزي ، عن شريك ، عن جابر ، عن مجاهد : ( ولقد همت به وهم بها ) قال : استلقت ، وحل ثيابه حتى بلغ ألياته .

19030 - حدثني الحارث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا قيس ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير : ( ولقد همت به وهم بها ) قال : أطلق تكة سراويله .

19031 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن عيينة ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن أبي مليكة ، قال : شهدت ابن عباس سئل عن هم يوسف ما بلغ؟ قال : حل الهميان ، وجلس منها مجلس الخاتن .

فإن قال قائل : وكيف يجوز أن يوصف يوسف بمثل هذا ، وهو لله نبي؟

قيل : إن أهل العلم اختلفوا في ذلك .

[ ص: 38 ] فقال بعضهم : كان من ابتلي من الأنبياء بخطيئة ، فإنما ابتلاه الله بها ، ليكون من الله عز وجل على وجل إذا ذكرها ، فيجد في طاعته إشفاقا منها ، ولا يتكل على سعة عفو الله ورحمته .

وقال آخرون : بل ابتلاهم الله بذلك ، ليعرفهم موضع نعمته عليهم ، بصفحه عنهم ، وتركه عقوبته عليه في الآخرة .

وقال آخرون : بل ابتلاهم بذلك ليجعلهم أئمة لأهل الذنوب في رجاء رحمة الله ، وترك الإياس من عفوه عنهم إذا تابوا .

وأما آخرون ممن خالف أقوال السلف وتأولوا القرآن بآرائهم ، فإنهم قالوا في ذلك أقوالا مختلفة .

فقال بعضهم : معناه : ولقد همت المرأة بيوسف ، وهم بها يوسف أن يضربها أو ينالها بمكروه لهمها به مما أرادته من المكروه ، لولا أن يوسف رأى برهان ربه ، وكفه ذلك عما هم به من أذاها لا أنها ارتدعت من قبل نفسها . قالوا : والشاهد على صحة ذلك قوله : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ) قالوا : فالسوء هو ما كان هم به من أذاها ، وهو غير " الفحشاء " .

وقال آخرون منهم : معنى الكلام : ولقد همت به ، فتناهى الخبر عنها . ثم ابتدئ الخبر عن يوسف ، فقيل : " وهم بها يوسف لولا أن رأى برهان ربه " . كأنهم وجهوا معنى الكلام إلى أن يوسف لم يهم بها ، وأن الله إنما أخبر أن يوسف لولا رؤيته برهان ربه لهم بها ، ولكنه رأى برهان ربه فلم يهم بها ، كما قيل : ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا ) ، [ النساء : 83 ] . [ ص: 39 ]

قال أبو جعفر : ويفسد هذين القولين : أن العرب لا تقدم جواب " لولا " قبلها ، لا تقول : " لقد قمت لولا زيد " ، وهي تريد : " لولا زيد لقد قمت " ، هذا مع خلافهما جميع أهل العلم بتأويل القرآن ، الذين عنهم يؤخذ تأويله .

وقال آخرون منهم : بل قد همت المرأة بيوسف ، وهم يوسف بالمرأة ، غير أن همهما كان تمييلا منهما بين الفعل والترك ، لا عزما ولا إرادة . قالوا : ولا حرج في حديث النفس ، ولا في ذكر القلب ، إذا لم يكن معهما عزم ولا فعل .

وأما " البرهان " الذي رآه يوسف ، فترك من أجله مواقعة الخطيئة ، فإن أهل العلم مختلفون فيه .

فقال بعضهم : نودي بالنهي عن مواقعة الخطيئة .

ذكر من قال ذلك :

19032 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن عيينة ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : نودي : يا يوسف ، أتزني ، فتكون كالطير وقع ريشه ، فذهب يطير فلا ريش له؟

19033 - . . . . قال : حدثنا ابن عيينة ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس ، قال : لم يعط على النداء ، حتى رأى برهان [ ص: 40 ] ربه ، قال : تمثال صورة وجه أبيه قال سفيان : عاضا على أصبعه فقال : يا يوسف ، تزني ، فتكون كالطير ذهب ريشه؟

19034 - حدثني زياد بن عبد الله الحساني ، قال : حدثني محمد بن أبي عدي ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، قال : قال ابن عباس : نودي : يا ابن يعقوب ، لا تكن كالطائر له ريش ، فإذا زنى ذهب ريشه ، أو قعد لا ريش له . قال : فلم يعط على النداء ، فلم يزد على هذا قال ابن جريج : وحدثني غير واحد ، أنه رأى أباه عاضا على إصبعه .

19035 - حدثني أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي ، عن نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، قال : قال ابن عباس : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : نودي فلم يسمع ، فقيل له : يا ابن يعقوب ، تريد أن تزني ، فتكون كالطير نتف فلا ريش له؟

19036 - حدثنا ابن حميد . قال : حدثنا سلمة ، عن طلحة ، عن عمرو الحضرمي ، عن ابن أبي مليكة ، قال : بلغني أن يوسف لما جلس بين رجلي المرأة فهو يحل هميانه ، نودي : يا يوسف بن يعقوب ، لا تزن ، فإن الطير إذا زنى تناثر ريشه . فأعرض ، ثم نودي فأعرض ، فتمثل له يعقوب عاضا على إصبعه ، فقام .

19037 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا قبيصة بن عقبة ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس ، قال : نودي : يا ابن يعقوب ، لا تكن كالطير إذا زنى ذهب ريشه ، وبقي لا ريش له ! فلم يطع على النداء ، ففزع .

19038 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا حجاج بن محمد ، عن [ ص: 41 ] ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله بن أبي مليكة ، قال : قال ابن عباس : نودي : يا ابن يعقوب لا تكونن كالطائر له ريش ، فإذا زنى ذهب ريشه قال : أو قعد لا ريش له فلم يعط على النداء شيئا ، حتى رأى برهان ربه ، ففرق ففر .

19039 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن عيينة ، عن عثمان بن أبي سليمان ، عن ابن أبي مليكة ، قال : قال ابن عباس : نودي : يا ابن يعقوب ، أتزني ، فتكون كالطير وقع ريشه ، فذهب يطير فلا ريش له؟

19040 - حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني نافع بن يزيد ، عن همام بن يحيى ، عن قتادة قال : نودي يوسف فقيل : أنت مكتوب في الأنبياء ، تعمل عمل السفهاء؟

19041 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا يحيى بن يمان . عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، قال : نودي : يوسف بن يعقوب ، تزني ، فتكون كالطير نتف فلا ريش له؟

وقال آخرون : " البرهان " الذي رأى يوسف فكف عن مواقعة الخطيئة من أجله ، صورة يعقوب عليهما السلام يتوعده .

ذكر من قال ذلك :

19042 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا عمرو بن محمد العنقزي ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : رأى صورة أو : تمثال وجه يعقوب عاضا على إصبعه ، فخرجت شهوته من أنامله .

[ ص: 42 ] 19043 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا عمرو بن محمد العنقزي ، عن إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : مثل له يعقوب ، فضرب في صدره ، فخرجت شهوته من أنامله .

19044 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، عن مسعر ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : رأى تمثال وجه أبيه ، قائلا بكفه هكذا وبسط كفه فخرجت شهوته من أنامله .

19045 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي عن سفيان ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : مثل له يعقوب عاضا على أصابعه ، فضرب صدره ، فخرجت شهوته من أنامله .

19046 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس ، في قوله : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : رأى صورة يعقوب واضعا أنملته على فيه ، يتوعده ، ففر .

19047 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا يحيى بن عباد ، قال : حدثنا جرير بن حازم ، قال سمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث ، عن ابن عباس ، في قوله : ( ولقد همت به وهم بها ) قال : حين رأى يعقوب في سقف البيت ، قال : فنزعت شهوته التي كان يجدها ، حتى خرج يسعى إلى باب البيت ، فتبعته المرأة .

19048 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال : حدثنا أبي عن قرة بن خالد السدوسي ، عن الحسن ، قال : زعموا ، والله [ ص: 43 ] أعلم ، أن سقف البيت انفرج ، فرأى يعقوب عاضا على أصابعه .

19049 - حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن علية ، عن يونس ، عن الحسن ، في قوله : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : رأى تمثال يعقوب عاضا على إصبعه يقول : يوسف ! يوسف !

19050 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا ابن علية ، عن يونس ، عن الحسن ، نحوه .

19051 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا عمرو العنقزي ، قال : أخبرنا سفيان الثوري ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : رأى تمثال وجه يعقوب ، فخرجت شهوته من أنامله .

19052 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا يحيى بن يمان ، عن سفيان ، عن علي بن بذيمة ، عن سعيد بن جبير ، قال : رأى صورة فيها وجه يعقوب عاضا على أصابعه ، فدفع في صدره ، فخرجت شهوته من أنامله . فكل ولد يعقوب ولد له اثنا عشر رجلا إلا يوسف ، فإنه نقص بتلك الشهوة ، ولم يولد له غير أحد عشر .

19053 - حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، أن حميد بن عبد الرحمن أخبره : أن البرهان الذي رأى يوسف ، يعقوب .

19054 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا عيسى بن المنذر ، قال : حدثنا أيوب بن سويد ، قال : حدثنا يونس بن يزيد الأيلي ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، مثله .

19055 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : مثل له يعقوب .

[ ص: 44 ] 19056 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا حكام ، عن عمرو ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله .

19057 - حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : يعقوب .

19058 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

19059 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

19060 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، وحدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : مثل له يعقوب .

19061 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : جلس منها مجلس الرجل من امرأته ، حتى رأى صورة يعقوب في الجدر .

19062 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : مثل له يعقوب .

19063 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن القاسم بن أبي بزة ، قال : نودي : يا ابن يعقوب ، لا تكونن كالطير له ريش ، فإذا زنى قعد ليس له ريش . فلم يعرض للنداء وقعد ، فرفع رأسه ، فرأى وجه يعقوب عاضا على إصبعه ، فقام مرعوبا استحياء من الله ، فذلك قول الله : ( لولا أن رأى برهان ربه ) ، وجه يعقوب .

[ ص: 45 ] 19064 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن النضر بن عربي ، عن عكرمة ، قال : مثل له يعقوب عاضا على أصابعه .

19065 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن نضر بن عربي ، عن عكرمة ، مثله .

19066 - حدثني الحارث ، قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا قيس ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، قال : مثل له يعقوب ، فدفع في صدره ، فخرجت شهوته من أنامله .

19067 - . . . . قال : حدثنا عبد العزيز ، قال : حدثنا سفيان ، عن علي بن بذيمة ، قال : كان يولد لكل رجل منهم اثنا عشر ابنا ، إلا يوسف ، ولد له أحد عشر ، من أجل ما خرج من شهوته .

19068 - حدثني يونس ، قال : أخبرنا : ابن وهب ، قال : قال أبو شريح : سمعت عبيد الله بن أبي جعفر يقول : بلغ من شهوة يوسف أن خرجت من بنانه .

19069 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا يعلى بن عبيد ، عن محمد الخراساني ، قال : سألت محمد بن سيرين ، عن قوله : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : مثل له يعقوب عاضا على أصابعه يقول : يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله ، اسمك في الأنبياء ، وتعمل عمل السفهاء؟

19070 - حدثني محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، عن يونس ، عن الحسن ، في قوله : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : رأى يعقوب عاضا على إصبعه يقول : يوسف !

19071 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، قال ، قال قتادة : رأى صورة يعقوب ، فقال : يا يوسف ، تعمل عمل الفجار ، وأنت مكتوب في الأنبياء؟ فاستحيى منه .

[ ص: 46 ] 19072 - حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( لولا أن رأى برهان ربه ) رأى آية من آيات ربه ، حجزه الله بها عن معصيته . ذكر لنا أنه مثل له يعقوب حتى كلمه ، فعصمه الله ، ونزع كل شهوة كانت في مفاصله .

19073 - . . . . قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن : أنه مثل له يعقوب وهو عاض على إصبع من أصابعه .

19074 - حدثني يعقوب ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا إسماعيل بن سالم ، عن أبي صالح ، قال : رأى صورة يعقوب في سقف البيت عاضا على إصبعه يقول : يا يوسف ! يا يوسف ! يعني قوله : ( لولا أن رأى برهان ربه ) .

19075 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم ، عن منصور ويونس عن الحسن ، في قوله : ( لولا أن رأى برهان ربه ) ، قال : رأى صورة يعقوب في سقف البيت ، عاضا على إصبعه .

19076 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي صالح مثله ، وقال عاضا على إصبعه يقول : يوسف ! يوسف !

19077 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا يعقوب القمي ، عن حفص بن حميد ، عن شمر بن عطية ، قال : نظر يوسف إلى صورة يعقوب عاضا على إصبعه يقول : يا يوسف ! فذاك حيث كف ، وقام فاندفع .

19078 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا الحماني ، قال : حدثنا شريك ، عن سالم وأبي حصين ، عن سعيد بن جبير : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : رأى صورة فيها وجه يعقوب عاضا على أصابعه ، فدفع في صدره ، فخرجت شهوته من بين أنامله .

[ ص: 47 ] 19079 - حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا مسعر ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : رأى تمثال وجه أبيه ، فخرجت الشهوة من أنامله .

19080 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا يحيى يعني ابن عباد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي صالح : ( لولا أن رأى برهان ربه ) ، قال : تمثال صورة يعقوب في سقف البيت .

19081 - حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا جعفر بن سليمان ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، قال : رأى يعقوب عاضا على يده .

19082 - . . . . قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوري ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، في قوله : ( لولا أن رأى برهان ربه ) ، قال : يعقوب ، ضرب بيده على صدره ، فخرجت شهوته من أنامله .

19083 - حدثت عن الحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبا معاذ قال : أخبرنا عبيد بن سليمان ، قال : سمعت عبيد بن سليمان يقول في قوله : ( لولا أن رأى برهان ربه ) ، آية من ربه ; يزعمون أنه مثل له يعقوب ، فاستحيى منه .

وقال آخرون : بل البرهان الذي رأى يوسف ، ما أوعد الله عز وجل على الزنا أهله .

ذكر من قال ذلك :

19084 - حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن أبي مودود ، قال : سمعت محمد بن كعب القرظي ، قال : رفع رأسه إلى سقف البيت ، فإذا كتاب في حائط البيت : ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) ، [ سورة الإسراء : 32 ] .

[ ص: 48 ] 19085 - حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن أبي مودود ، عن محمد بن كعب ، قال : رفع يوسف رأسه إلى سقف البيت حين هم ، فرأى كتابا في حائط البيت : ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) .

19086 - . . . . قال : حدثنا زيد بن الحباب ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : لولا ما رأى في القرآن من تعظيم الزنا .

19087 - حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني نافع بن يزيد ، عن أبي صخر ، قال : سمعت القرظي يقول في البرهان الذي رأى يوسف : ثلاث آيات من كتاب الله : ( وإن عليكم لحافظين ) الآية ، [ سورة الانفطار : 10 ] ، وقوله : ( وما تكون في شأن ) الآية ، [ سورة يونس : 61 ] ، وقوله : ( أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ) [ سورة الرعد : 33 ] . قال نافع : سمعت أبا هلال يقول مثل قول القرظي ، وزاد آية رابعة : ( ولا تقربوا الزنا ) .

19088 - حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا عمرو بن محمد ، قال : أخبرنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب القرظي : ( لولا أن رأى برهان ربه ) فقال : ما حرم الله عليه من الزنا .

وقال آخرون : بل رأى تمثال الملك .

ذكر من قال ذلك :

19089 - حدثني محمد بن سعد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ) يقول : آيات ربه ، أري تمثال الملك .

19090 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : [ ص: 49 ] كان بعض أهل العلم ، فيما بلغني ، يقول : البرهان الذي رأى يوسف فصرف عنه السوء والفحشاء ، يعقوب عاضا على إصبعه ، فلما رآه انكشف هاربا ويقول بعضهم : إنما هو خيال إطفير سيده ، حين دنا من الباب ، وذلك أنه لما هرب منها واتبعته ، ألفياه لدى الباب .

قال أبو جعفر : وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله جل ثناؤه أخبر عن هم يوسف وامرأة العزيز كل واحد منهما بصاحبه ، لولا أن رأى يوسف برهان ربه ، وذلك آية من الله ، زجرته عن ركوب ما هم به يوسف من الفاحشة وجائز أن تكون تلك الآية صورة يعقوب وجائز أن تكون صورة الملك - وجائز أن يكون الوعيد في الآيات التي ذكرها الله في القرآن على الزنا ولا حجة للعذر قاطعة بأي ذلك [ كان ] من أي . والصواب أن يقال في ذلك ما قاله الله تبارك وتعالى ، والإيمان به ، وترك ما عدا ذلك إلى عالمه .

وقوله : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ) ، يقول تعالى ذكره : كما أرينا يوسف برهاننا على الزجر عما هم به من الفاحشة ، كذلك نسبب له في كل ما عرض له من هم يهم به فيما لا يرضاه ، ما يزجره ويدفعه عنه ; كي نصرف عنه ركوب ما حرمنا عليه ، وإتيان الزنا ، لنطهره من دنس ذلك .

وقوله : ( إنه من عبادنا المخلصين ) اختلفت القرأة في قراءة ذلك .

فقرأته عامة قرأة المدينة والكوفة ( إنه من عبادنا المخلصين ) بفتح اللام من " المخلصين " ، بتأويل : إن يوسف من عبادنا الذين أخلصناهم لأنفسنا ، واخترناهم لنبوتنا ورسالتنا . [ ص: 50 ]

وقرأ بعض قرأة البصرة : " إنه من عبادنا المخلصين " بكسر اللام بمعنى : إن يوسف من عبادنا الذين أخلصوا توحيدنا وعبادتنا ، فلم يشركوا بنا شيئا ، ولم يعبدوا شيئا غيرنا .

قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك أن يقال : إنهما قراءتان معروفتان قد قرأ بهما جماعة كثيرة من القرأة ، وهما متفقتا المعنى . وذلك أن من أخلصه الله لنفسه فاختاره ، فهو مخلص لله التوحيد والعبادة ، ومن أخلص توحيد الله وعبادته فلم يشرك بالله شيئا ، فهو ممن أخلصه الله ، فبأيتهما قرأ القارئ فهو للصواب مصيب .

التالي السابق


الخدمات العلمية