الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ثلة من الأولين الآيات

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن مجاهد في قوله : ثلة قال : أمة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة قال : لما نزلت : ثلة من الأولين وقليل من الآخرين شق ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فنزلت : ثلة من الأولين وثلة من الآخرين [الواقعة : 39، 40] فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، ثلث أهل الجنة، بل أنتم نصف أهل الجنة - أو شطر أهل الجنة - وتقاسمونهم النصف الثاني» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، وابن عساكر ، من طريق عروة بن رويم، عن جابر بن عبد الله قال : لما نزلت : إذا وقعت الواقعة ذكر فيها : ثلة من الأولين وقليل من الآخرين قال عمر : يا رسول الله : ثلة من الأولين وقليل منا؟ فأمسك آخر السورة سنة، ثم نزل : ثلة من الأولين وثلة من الآخرين فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «يا عمر تعال فاسمع ما قد أنزل الله : [ ص: 182 ] ثلة من الأولين وثلة من الآخرين [الواقعة : 39، 40] ألا وإن من آدم إلي ثلة، وأمتي ثلة، ولن تستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة الإبل، ممن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرجه ابن أبي حاتم ، من وجه آخر، عن عروة بن رويم، مرسلا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن أبي هريرة قال : لما نزلت : ثلة من الأولين وقليل من الآخرين حزن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالوا : إذن لا يكون من أمة محمد إلا قليل، فنزلت نصف النهار : ثلة من الأولين وثلة من الآخرين وتقايلها الناس، فنسخت الآية : وقليل من الآخرين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : ثلة من الأولين قال : ممن سبق، وقليل من الآخرين قال : من هذه الأمة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية