الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : على سرر موضونة الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، والبيهقي في «البعث والنشور» عن ابن عباس في قوله : على سرر موضونة قال : مصفوفة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وهناد، وعبد بن حميد ، وابن جرير وابن [ ص: 183 ] المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في «البعث» عن ابن عباس في قوله : على سرر موضونة قال : مرمولة بالذهب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وهناد، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن مجاهد : موضونة قال : مرمولة بالذهب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج هناد، عن سعيد بن جبير ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة قال : الموضونة المرمولة، أوثر الأسرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطستي، عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل : على سرر موضونة قال : الموضونة ما توضن بقضبان الفضة، عليها سبعون فراشا، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت حسان بن ثابت وهو يقول :


                                                                                                                                                                                                                                      أعددت للهيجاء موضونة فضفاضة كالنهي بالقاع



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 184 ] وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد : متكئين عليها متقابلين قال : لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن إسحاق قال : في قراءة عبد الله : (متكئين عليها ناعمين) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن الحسن : يطوف عليهم ولدان مخلدون قال : لم يكن لهم حسنات يجزون بها، ولا سيئات يعاقبون عليها فوضعوا في هذه المواضع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وهناد، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : يطوف عليهم ولدان مخلدون قال : لا يموتون، وفي قوله : بأكواب وأباريق قال : الأكواب ليس لها آذان، والأباريق التي لها آذان، وفي قوله : وكأس من معين قال : خمر بيضاء، لا يصدعون عنها ولا ينزفون قال : لا تصدع رؤوسهم، ولا يقيئونها، وفي لفظ : ولا تنزف عقولهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن أبي رجاء قال : سألت الحسن عن الأكواب فقال : هي الأباريق التي يصب منها .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 185 ] وأخرج عبد بن حميد ، عن عكرمة قال : الأكواب الأقداح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة في قوله : وكأس من معين قال : يعني الخمر، وهي هناك جارية؛ المعين الجاري، لا يصدعون عنها ولا ينزفون ليس فيها وجع الرأس، ولا يغلب أحد على عقله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن الضحاك : لا يصدعون عنها ولا ينزفون قال : لا تصدع رؤوسهم ولا تذهب عقولهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير في قوله : لا يصدعون عنها ولا ينزفون قال : لا تصدع رؤوسهم ولا تنزف عقولهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن عكرمة في قوله : لا يصدعون عنها ولا ينزفون قال : أهل الجنة يأكلون ويشربون، ولا ينزفون كما ينزف أهل الدنيا إذا أكثروا الطعام والشراب، يقول : لا يملوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن عاصم أنه قرأ : لا يصدعون عنها ولا ينزفون برفع الياء وكسر الزاي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن ابن مسعود قال : إن الرجل من أهل الجنة ليؤتى بالكأس وهو جالس مع زوجته فيشربها، ثم يلتفت إلى زوجته فيقول : قد [ ص: 186 ] ازددت في عيني سبعين ضعفا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية