الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 148 ] فصل : قصة أخرى شبيهة بها

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا محمد بن صالح ، أخبرنا الفضل بن محمد الشعراني ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، أخبرنا عبد العزيز بن عمران ، حدثني رفاعة بن يحيى ، عن معاذ بن رفاعة بن رافع ، عن أبيه رفاعة بن رافع بن مالك ، عن أبيه قال : لما كان يوم بدر تجمع الناس على أمية بن خلف ، فأقبلت إليه ، فنظرت إلى قطعة من درعه قد انقطعت من تحت إبطه قال : فطعنته بالسيف فيها طعنة فقطعته ، ورميت بسهم يوم بدر ، ففقئت عيني فبصق فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لي ، فما آذاني منها شيء . وهذا غريب من هذا الوجه وإسناده جيد ، ولم يخرجوه . ورواه الطبراني من حديث إبراهيم بن المنذر . [ ص: 149 ]

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن هشام : ونادى أبو بكر ابنه عبد الرحمن وهو يومئذ مع المشركين لم يسلم بعد ، فقال أين مالي يا خبيث ؟ فقال عبد الرحمن :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لم يبق إلا شكة ويعبوب وصارم يقتل ضلال الشيب

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يعني لم يبق إلا عدة الحرب ، وحصان - وهو اليعبوب - يقاتل عليه شيوخ الضلالة ، هذا يقوله في حال كفره .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد روينا في " مغازي الأموي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يمشي يوم بدر هو وأبو بكر الصديق بين القتلى ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      : نفلق هاما . . . . . . . . . . . . . . . فيقول الصديق :      . . . . . . . من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية