الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 353 ] سورة يس تقدم ذكر إمالة يس في بابها ، وتقدم السكت لأبي جعفر في بابه ، وتقدم إدغام النون في حروف قربت مخارجها ، وتقدم نقل ابن كثير " القرآن " في بابه ، وتقدم صراط في أم القرآن .

                                                          ( واختلفوا ) في : تنزيل العزيز فقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وحفص بنصب اللام ، وقرأ الباقون برفعها وتقدم اختلافهم في سدا في الحرفين من الكهف .

                                                          ( واختلفوا ) في : فعززنا بثالث ، فروى أبو بكر بتخفيف الزاي وقرأ الباقون بتشديدها .

                                                          ( واختلفوا ) في : أئن ذكرتم فقرأ أبو جعفر بفتح الهمزة الثانية ، وهو في تسهيلها والفصل بينهما على أصله ، وقرأ الباقون بكسرها ، وهم في التسهيل والتحقيق والفصل وعدمه على أصولهم .

                                                          ( واختلفوا ) في : ذكرتم فقرأ أبو جعفر بتخفيف الكاف ، وانفرد الهذلي عن ابن جماز بتشديدها ، وبذلك قرأ الباقون .

                                                          ( واختلفوا ) في : إن كانت إلا صيحة واحدة في الموضعين فقرأ أبو جعفر بالرفع فيهن على أن " كان " تامة و " صيحة " فاعل ، أي : ما وقعت إلا صيحة واحدة ، وقرأ الباقون بنصبهن على أن " كان " ناقصة ، أي : ما كانت هي أي الأخذة إلا صيحة واحدة .

                                                          ( واتفقوا ) على نصب ما ينظرون إلا صيحة إذ هو مفعول ينظرون ، وتقدم لما لابن عامر وعاصم وحمزة وابن جماز في هود ، وتقدم الميتة للمدنيين في البقرة ، وتقدم العيون في البقرة عند البيوت ، وتقدم ثمره في الأنعام .

                                                          ( واختلفوا ) في : وما عملته أيديهم فقرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو بكر " عملت " بغير هاء ضمير ، وهي في مصاحف أهل الكوفة كذلك ، وقرأ الباقون بالهاء ، ووصلها ابن كثير على أصله ، وهو في مصاحفهم كذلك .

                                                          ( واختلفوا ) في : والقمر قدرناه فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وروح برفع الراء ، وقرأ الباقون بنصبها ، وتقدم حملنا ذريتهم في الأعراف ، وتقدم مرقدنا لحفص في السكت .

                                                          ( واختلفوا ) في : يخصمون [ ص: 354 ] فقرأ حمزة بفتح الياء ، وإسكان الخاء وتخفيف الصاد ، وقرأ أبو جعفر كذلك إلا أنه بتشديد الصاد فيجمع بين ساكنين ، وقرأ ابن كثير وورش كذلك إلا أنه بإخلاص فتحة الخاء . وانفرد ابن مهران بذلك عن روح فلم يوافقه أحد من الأئمة عليه ، وقرأه يعقوب والكسائي وخلف وابن ذكوان ، وحفص كذلك إلا أنه بكسر الخاء . واختلف عن قالون وأبي عمرو وهشام وأبي بكر فأما قالون فقطع له الداني في جامع البيان بإسكان الخاء فقط كأبي جعفر ، وهو الذي عليه العراقيون قاطبة ، ولم يذكر صاحب العنوان له سواه ، وقطع له الشاطبي باختلاس فتحة الخاء ، وعليه أكثر المغاربة ، وهو الذي في التذكرة لابن غلبون نصا ، وفي التيسير اختيارا ، وذكر له صاحب الكافي الوجهين جميعا ، وذكر له أبو علي الحسن بن بليمة في تلخيصه ، وغيره إتمام الحركة كورش . وهي رواية أبي عون عن الحلواني عنه فيما رواه القاضي أبو العلاء ، وغيره ، ورواية أبي سليمان عن قالون أيضا . وأما أبو عمرو فأجمع المغاربة له على الاختلاس كقالون ، وهو الذي لم يذكر الداني في كتبه من روايتي الدوري والسوسي سواه ، وهو الذي في التذكرة ، والعنوان ، وأجمع العراقيون له على الإتمام كابن كثير وورش ، إلا أن بعضهم روى الاختلاس عن ابن حبش عن السوسي كابن سوار ، وغيره . والحافظ أبو العلاء روى عنه الاختلاس . وأما هشام فروى الحلواني فتح الخاء مع تشديد الصاد كابن كثير . وروى عنه الداجوني كسر الخاء مع التشديد كابن ذكوان ، وأما أبو بكر فروى عنه العليمي فتح الياء مع كسر الخاء كحفص . واختلف عن يحيى بن آدم عنه ، فروى المغاربة قاطبة عن يحيى كذلك ، وروى العراقيون عنه كسر الياء والخاء جميعا وخص بعضهم ذلك بطريق أبي حمدون عن يحيى ، وكلاهما صحيح عنه ، وروى سبط الخياط في مبهجه الوجهين جميعا عن العليمي ، وتقدم في شغل لنافع وابن كثير وأبي عمرو في البقرة .

                                                          ( واختلفوا ) في : فاكهون و فاكهين ، وهو هنا والدخان والطور والمطففين ، فقرأهن أبو جعفر بغير ألف بعد الفاء ، ووافقه [ ص: 355 ] حفص في المطففين . واختلف فيه عن ابن عامر ، فروى الرملي عن الصوري وغيره عن ابن ذكوان كحفص ، وكذلك روى الشذائي عن ابن الأخرم عن الأخفش عنه ، وهي رواية أحمد بن أنس عن ابن ذكوان . وروى الحافظ أبو العلاء عن الداجوني عن هشام كذلك ، وهي رواية إبراهيم بن عباد عن هشام ، وروى المطوعي عن الصوري والأخفش كلاهما عن ابن ذكوان بالألف ، وكذا رواه الحلواني عن هشام وسائر أصحاب الداجوني عن أصحابه ، وهشام . وهي رواية التغلبي عن ابن ذكوان ورواية ابن أبي حسان والباغندي عن هشام ، وبذلك قرأ الباقون في الأربعة .

                                                          ( واختلفوا ) في : ظلال فقرأ حمزة والكسائي وخلف ، " ظلل " بضم الظاء من غير ألف ، وقرأ الباقون بكسر الظاء وألف ، وتقدم ( متكون ) في الهمز المفرد .

                                                          ( واختلفوا ) في : جبلا فقرأ أبو عمرو وابن عامر بضم الجيم ، وإسكان الباء وتخفيف اللام ، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف ورويس بضم الجيم والباء جميعا وتخفيف اللام . وروى روح كذلك إلا أنه بتشديد اللام . وقرأ الباقون بكسر الجيم والباء وتشديد اللام ، وتقدم مكاناتهم لأبي بكر في الأنعام .

                                                          ( واختلفوا ) في : ننكسه فقرأ عاصم بضم النون الأولى وفتح الثانية وكسر الكاف وتشديدها ، وقرأ الباقون بفتح النون الأولى ، وإسكان الثانية وضم الكاف المخففة ، وتقدم أفلا تعقلون في الأنعام .

                                                          ( واختلفوا ) في : لينذر من كان فقرأ المدنيان ، وابن عامر ويعقوب بالخطاب ، وقرأ الباقون بالغيب ، وتقدم إمالة ومشارب في بابها ، وتقدم فلا يحزنك في آل عمران لنافع .

                                                          ( واختلفوا ) في : بقادر على هنا ، وفي الأحقاف ، فروى رويس ( يقدر ) بياء مفتوحة ، وإسكان القاف من غير ألف وضم الراء ، وافقه روح في الأحقاف ، وقرأ الباقون بالياء وفتح القاف وألف بعدها وخفض الراء منونة في الموضعين .

                                                          ( واتفقوا ) على قوله تعالى في سورة القيامة بقادر على أن يحيي الموتى أنه بهذه الترجمة لثبوت [ ص: 356 ] ألفه في كثير من المصاحف ولحذف الألف من موضعي سورة يس والأحقاف في جميع المصاحف ، واختلفت القراءتان فيهما لذلك دون القيامة ، ولأن جواب الاستفهام ورد من قول الله تعالى في الموضعين ، واستدعاء الفعل الجواب أمس من الاسم ، كذا قيل . وعندي أنه لما لم يكن بعد حرف القيامة - الجواب ( ببلى ) حسن الابتداء بالاسم مع الباء الدال على تأكيد النفي بخلاف الحرفين الآخرين ، فإنهما مع الجواب لا يحتاج إلى تأكيد النفي - والله أعلم - .

                                                          وتقدم كن فيكون لابن عامر والكسائي في البقرة ، و بيده في الكناية ، وتقدم ترجعون ليعقوب في البقرة .

                                                          ( وفيها من ياءات الإضافة ثلاث ياءات ) ما لي لا أسكنها يعقوب وحمزة وخلف وهشام بخلاف عنه إني إذا فتحها المدنيان ، وأبو عمرو إني آمنت فتحها المدنيان ، وابن كثير وأبو عمرو .

                                                          ( ومن الزوائد ثلاث ياءات ) إن يردن الرحمن أثبتها في الحالين أبو جعفر وفتحها وصلا وافقه في الوقف يعقوب كما تقدم في باب الوقف ولا ينقذون أثبتها وصلا ورش ، وأثبتها في الحالين يعقوب ، فاسمعون أثبتها في الحالين يعقوب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية