الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      فروع الأول [ جنون الكافر قبل البلوغ يرفع عنه القلم ]

                                                      لو جن الكافر قبل البلوغ كان القلم مرفوعا عنه ، وإن جن بعد البلوغ والكفر لم يرتفع القلم عنه ، لأن رفع القلم عن المجنون بعد ثبوته رخصة ، والكافر ليس من أهل الرخصة . ويشهد لهذا من كلام الأصحاب قولهم : إن المرتد يقضي الصلوات الفائتة في حال الجنون وينشأ من هذا أن من [ ص: 150 ] ولد كافرا ، ولا أقول كافرا ، بل بين كافرين بحيث يحكم له بالكفر الظاهر ، وجن قبل بلوغه ، واستمر كذلك حتى صار شيخا ومات على حاله دخل النار . كذا قاله الإمام السبكي في فتاويه " وقال : إنه لم يجده منقولا .

                                                      وفيما قاله أخيرا نظر ، لأنه لم يوجد له حالة تكليف بل حكمه حكم الصبي يموت في صباه ، فينبغي أن يكون على الخلاف المشهور في حكم أطفال الكفار في الآخرة .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية