الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      [ ص: 365 ] في استبراء الأمة المستحاضة

                                                                                                                                                                                      قلت لابن القاسم : أرأيت لو أن رجلا اشترى أمة مستحاضة يعلم ذلك بكم يستبرئها في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : يستبرئها بثلاثة أشهر إلا أن لا يبرئها ذلك أو تشك ، فيرفع بها إلى تسعة أشهر .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : وهذه والتي رفعتها حيضتها بمنزلة سواء .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : لأن استبراءها عنده إنما كانت حيضة ، فلما رفعت هذه حيضتها واستحيضت هذه كانت عنده بمنزلة واحدة لا حيضة لها ، إلا أن مالكا قال في العدة من طلاق أو موت في المستحاضة إذا جاءها دم لا تشك فيه ولا يشك النساء أنه دم حيضة للونه وتغير رائحته بمعرفة النساء به : رأيته قرءا وتكف عن الصلاة ، فهذه الأمة المشتراة المستحاضة كذلك إذا جاء منها في دمها دم لا تشك ولا يشك النساء أنه دم حيضة رأيت ذلك استبراء وتحل لسيدها ، مثل ما قال مالك في العدة .

                                                                                                                                                                                      قال : وإنما جعل مالك المستحاضة في الاستبراء بمنزلة التي ترفعها حيضتها إذا لم يعرف النساء ولا هي حيضتها ، فإذا عرفت كانت كما وصفت لك .

                                                                                                                                                                                      يونس بن يزيد عن ربيعة أنه قال في الأمة العذراء أو غيرها حاضت أو لم تحض أو قعدت قال ربيعة : ينتظر بها ثلاثة أشهر لا نعلم براءتها إلا براءة الحرة ههنا .

                                                                                                                                                                                      قال يحيى : فالتي تباع منهن تعتد ثلاثة أشهر إلا أن تحيض حيضة من الإماء اللاتي لم يحضن .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية