الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          والعنصر الثالث من الجزاء ذكره بقوله (تعالى): تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ؛ هذه أوصاف جهنم؛ أو ما يصيب الذين ينزلون فيها ويخلدون؛ و " لفح " : معناها: أصابتهم بحرها وسمومها؛ فأجسامهم حطبها؛ ووجوههم تصاب بحرها وسمومها؛ ويقال: " لفحته بالسيف " ؛ إذا ضربته به؛ فهم في عذاب دائم مستمر لا يسلم منه جزء من أجسامهم؛ وهم فيها كالحون ؛ وعن ابن عباس - في تفسير وهم فيها كالحون -: يريد: كالذي كلح؛ وتقلصت شفتاه؛ وسال صديده؛ والمعنى الجملي: تشوي وجوههم النار؛ وتتقلص شفاههم؛ وتعبس؛ ويقال: إن الكالح هو الذي تقلصت شفتاه؛ وبدت أسنانه؛ وفي الجملة: شاهت منهم الوجوه؛ وتحرقت الأجسام؛ ويقول لهم ربهم - وهم في هذه الحال -:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية