الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ؛ و " المحراب " ؛ أرفع بيت في الدار؛ وكذلك هو أرفع مكان في المسجد؛ و " المحراب " ؛ ههنا؛ كالغرفة؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        ربة محراب إذا جئتها ... لم ألقها أو أرتقي سلما



                                                                                                                                                                                                                                        و " تسوروا " ؛ يدل على علو؛ وقال: " الخصم " ؛ ولفظه لفظ الواحد؛ و " تسوروا " ؛ لفظ الجماعة؛ لأن قولك: " خصم " ؛ يصلح للواحد؛ والاثنين؛ والجماعة؛ والذكر؛ والأنثى؛ يقال: " هذا خصم " ؛ و " هي خصم " ؛ و " هما خصم " ؛ و " هم خصم " ؛ وإنما صلح لجميع ذلك لأنه مصدر؛ تقول: " خصمته؛ أخصمه؛ خصما " ؛ المعنى: " هما ذوا خصم " ؛ و " هم ذوو خصم " ؛ وإن قلت: " خصوم " ؛ جاز؛ كما تقول: " هما عدل " ؛ و " هما ذوا عدل " ؛ وقال الله (تعالى): وأشهدوا ذوي عدل منكم ؛ فمعنى " هما عدل " : " هما ذوا عدل " ؛ فما كان من المصادر قد وصفت به الأسماء؛ فتوحيده جائز؛ وإن وصفت به الجماعة؛ وتذكيره جائز؛ وإن وصفت به الأنثى تقول: " هو رضى " ؛ و " هما رضى " ؛ وكذلك " هذه رضى " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية