الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          أجابهم الله في ذلك بقوله: قال اخسئوا فيها ولا تكلمون ؛ القائل - كما يظهر من ثنايا القول - هو الله - جل جلاله -؛ اخسئوا ؛ أي: ابعدوا؛ ولا تكلمون ؛ ياء المتكلم محذوفة؛ والمعنى: " لا تكلموني " ; وذلك لأن كلام الله (تعالى) منزلة من الرضا لا يصل إليها إلا الأبرار المتقون؛ الذين يكلمهم الله وينظر إليهم ويزكيهم؛ أما هؤلاء فهم مطرودون من رحمته؛ محرومون من رضاه؛ وذلك رد عنيف لطلبهم أن يخرجوا؛ كأنهم يخدعون ربهم؛ وحالهم في الدنيا كاشف؛ وقد كانوا يتضرعون في الشديدة؛ فإذا عادوا كأن لم يتضرعوا من قبل.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية