الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب الطاء والعين وما يثلثهما )

                                                          ( طعم ) الطاء والعين والميم أصل مطرد منقاس في تذوق الشيء . يقال : طعمت الشيء طعما . والطعام هو المأكول . وكان بعض أهل اللغة يقول : الطعام هو البر خاصة ، وذكر حديث أبي سعيد : كنا نخرج صدقة الفطر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - صاعا من طعام أو صاعا من كذا . ثم يحمل على باب الطعام استعارة ما ليس من باب التذوق ، فيقال : استطعمني فلان [ ص: 411 ] الحديث ، إذا أرادك على أن تحدثه . وفي الحديث : إذا استطعمكم الإمام فأطعموه ، يقول : إذا أرتج عليه واستفتح فافتحوا عليه . والإطعام يقع في كل ما يطعم ، حتى الماء . قال الله تعالى : ومن لم يطعمه فإنه مني . وقال عليه السلام في زمزم : إنها طعام طعم ، وشفاء سقم ، وعيب خالد بن عبد الله القسري بقوله : " أطعموني ماء " ، وقال [ بعضهم ] في عيبه بذلك شعرا ، وذلك عندنا ليس بعيب ، لما ذكرناه . ويقال رجل طاعم : حسن الحال في المطعم . وقال الحطيئة :


                                                          دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

                                                          ورجل مطعام : كثير القرى . وتقول : هو مطعم ، إذا كان مرزوقا . والطعمة : المأكلة . وجعلت هذه الضيعة لفلان طعمة . فأما قول ذي الرمة :


                                                          وفي الشمال من الشريان مطعمة     كبداء في عجسها عطف وتقويم

                                                          فإنه يروى بفتح العين " مطعمة " : أنها قوس مرزوقة . ويروى : " مطعمة " ، فمن رواها كذا أراد أنها تطعم صاحبها الصيد .

                                                          ويقال للإصبع الغليظة المتقدمة من الجارحة : مطعمة ; لأنها تطعمه إذا صاد بها . ويقولون : إن المطعم من الإبل : الذي يوجد في مخه طعم الشحم من السمن . ويقال للنخلة إذا أدرك ثمرها : قد أطعمت . والتطعم : التذوق . يقال : " تطعم تطعم " ، أي ذق الطعام تشتهه وتأكله . ويقال : فلان خبيث الطعمة ، إذا كان رديء الكسب . ويقال : ادن فاطعم ، فيقول : ما بي طعم ، كما يقال من الشراب : ما بي شرب . ويقال : شاة طعوم ، إذا كان فيها بعض السمن .

                                                          [ ص: 412 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية