الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [65 - 67] فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون .

                                                                                                                                                                                                                                      فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين أي: الدعاء. لعلمهم أنه لا ينجيهم من الغرق سواه: فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ليكفروا بما آتيناهم أي: من [ ص: 4763 ] نعمة النجاة وربح التجارة: فسوف يعلمون أي: عاقبة ذلك حين يعاقبون: أولم يروا أي أهل مكة: أنا جعلنا حرما آمنا أي: لا يغزى أهله، ولا يغار عليهم، مع قلتهم وكثرة العرب: ويتخطف الناس من حولهم أي: يختلسون قتلا ونهبا وسبيا: أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون أي: أفبعد هذه النعمة الظاهرة وغيرها من النعم، التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى، يكفرون خيره، ويشركون معه غيره.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية