(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=44وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور )
قوله تعالى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور )
اعلم أن هذا هو النوع الثاني من النعم التي أنعم الله بها على
أهل بدر ، وفيه مسألتان :
المسألة الأولى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إذ يريكهم الله ) منصوب بإضمار اذكر ، أو هو بدل ثان من يوم الفرقان أو متعلق بقوله :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42لسميع عليم ) أي يعلم المصالح إذ يقللهم في أعينكم .
المسألة الثانية : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد :
nindex.php?page=treesubj&link=30763أرى الله النبي عليه السلام كفار قريش في منامه قليلا فأخبر بذلك أصحابه . فقالوا : رؤيا النبي حق ، القوم قليل ، فصار ذلك سببا لجراءتهم وقوة قلوبهم .
فإن قيل : رؤية الكثير قليلا غلط ، فكيف يجوز من الله تعالى أن يفعل ذلك ؟
[ ص: 136 ] قلنا : مذهبنا أنه تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، وأيضا لعله تعالى أراه البعض دون البعض فحكم الرسول على أولئك الذين رآهم بأنهم قليلون . وعن
الحسن : هذه الإراءة كانت في اليقظة . قال : والمراد من المنام العين التي هي موضع النوم .
ثم قال تعالى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43ولو أراكهم كثيرا ) لذكرته للقوم ولو سمعوا ذلك لفشلوا ولتنازعوا ،
nindex.php?page=treesubj&link=34077ومعنى التنازع في الأمر الاختلاف الذي يحاول به كل واحد نزع صاحبه عما هو عليه ، والمعنى : لاضطرب أمركم واختلفت كلمتكم(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43ولكن الله سلم ) أي سلمكم من المخالفة فيما بينكم . وقيل : سلم الله لهم أمرهم حتى أظهرهم على عدوهم ، وقيل : سلمهم من الهزيمة يوم
بدر ، والأظهر أن المراد : ولكن الله سلمكم من التنازع(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إنه عليم بذات الصدور ) يعلم ما يحصل فيها من الجراءة والجبن والصبر والجزع .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=44وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ )
قَوْلُهُ تَعَالَى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )
اعْلَمْ أَنَّ هَذَا هُوَ النَّوْعُ الثَّانِي مِنَ النِّعَمِ الَّتِي أَنْعَمَ اللَّهُ بِهَا عَلَى
أَهْلِ بَدْرٍ ، وَفِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ ) مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ اذْكُرْ ، أَوْ هُوَ بَدَلٌ ثَانٍ مِنْ يَوْمَ الْفُرْقَانِ أَوْ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=42لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ) أَيْ يَعْلَمُ الْمَصَالِحَ إِذْ يُقَلِّلُهُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ :
nindex.php?page=treesubj&link=30763أَرَى اللَّهُ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ كُفَّارَ قُرَيْشٍ فِي مَنَامِهِ قَلِيلًا فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ أَصْحَابَهُ . فَقَالُوا : رُؤْيَا النَّبِيِّ حَقٌّ ، الْقَوْمُ قَلِيلٌ ، فَصَارَ ذَلِكَ سَبَبًا لِجَرَاءَتِهِمْ وَقُوَّةِ قُلُوبِهِمْ .
فَإِنْ قِيلَ : رُؤْيَةُ الْكَثِيرِ قَلِيلًا غَلَطٌ ، فَكَيْفَ يَجُوزُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ ؟
[ ص: 136 ] قُلْنَا : مَذْهَبُنَا أَنَّهُ تَعَالَى يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ، وَأَيْضًا لَعَلَّهُ تَعَالَى أَرَاهُ الْبَعْضَ دُونَ الْبَعْضِ فَحَكَمَ الرَّسُولُ عَلَى أُولَئِكَ الَّذِينَ رَآهُمْ بِأَنَّهُمْ قَلِيلُونَ . وَعَنِ
الْحَسَنِ : هَذِهِ الْإِرَاءَةُ كَانَتْ فِي الْيَقَظَةِ . قَالَ : وَالْمُرَادُ مِنَ الْمَنَامِ الْعَيْنُ الَّتِي هِيَ مَوْضِعُ النَّوْمِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى :(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا ) لَذَكَرْتَهُ لِلْقَوْمِ وَلَوْ سَمِعُوا ذَلِكَ لَفَشِلُوا وَلَتَنَازَعُوا ،
nindex.php?page=treesubj&link=34077وَمَعْنَى التَّنَازُعِ فِي الْأَمْرِ الِاخْتِلَافُ الَّذِي يُحَاوِلُ بِهِ كُلُّ وَاحِدٍ نَزْعَ صَاحِبِهِ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ ، وَالْمَعْنَى : لَاضْطَرَبَ أَمْرُكُمْ وَاخْتَلَفَتْ كَلِمَتُكُمْ(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ ) أَيْ سَلَّمَكُمْ مِنَ الْمُخَالَفَةِ فِيمَا بَيْنَكُمْ . وَقِيلَ : سَلَّمَ اللَّهُ لَهُمْ أَمْرَهُمْ حَتَّى أَظْهَرَهُمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ ، وَقِيلَ : سَلَّمَهُمْ مِنَ الْهَزِيمَةِ يَوْمَ
بَدْرٍ ، وَالْأَظْهَرُ أَنَّ الْمُرَادَ : وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَكُمْ مِنَ التَّنَازُعِ(
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) يَعْلَمُ مَا يَحْصُلُ فِيهَا مِنَ الْجَرَاءَةِ وَالْجُبْنِ وَالصَّبْرِ وَالْجَزَعِ .