الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الطهماني

                                                                                      العلامة ، إمام اللغة أبو العباس ، عيسى بن محمد الطهماني المروزي ، الكاتب .

                                                                                      سمع : إسحاق بن راهويه ، وعلي بن حجر ، وجماعة .

                                                                                      وعنه : أحمد بن الخضر ، ويحيى بن محمد العنبري ، وعمر بن علك . [ ص: 572 ] وكان من رؤساء المراوزة .

                                                                                      قال الحاكم : حدثنا أبي ، سمع الطهماني يقول : رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب ، ولا تروث .

                                                                                      وقال ولده أبو صالح محمد بن عيسى : مات أبي في صفر ، سنة ثلاث وتسعين ومائتين .

                                                                                      وقال يحيى العنبري : سمعت الطهماني يحكي شأن التي لا تأكل ولا تشرب ، وأنها عاشت كذلك نيفا وعشرين سنة ، وأنه عاين ذلك .

                                                                                      قلت : سقت قصتها في " تاريخ الإسلام " ، وهي : رحمة بنت إبراهيم ، قتل زوجها ، وترك ولدين ، وكانت مسكينة ، فنامت فرأت زوجها مع الشهداء ، يأكل على موائد ، وكانت صائمة ، قالت : فاستأذنهم ، وناولني كسرة ، أكلتها ، فوجدتها أطيب من كل شيء ، فاستيقظت شبعانة . واستمرت .

                                                                                      وهذه حكاية صحيحة ، فسبحان القادر على كل شيء .

                                                                                      وحكى الشيخ عز الدين الفاروثي : أن رجلا بعد الست مائة كان بالعراق ، دام سنين لا يأكل .

                                                                                      وحكى لي ثقات ممن لحق عائشة الصائمة بالأندلس ، وكانت حية سنة سبع مائة ، دامت أعواما لا تأكل .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية