الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 380 ] وقوله - جل وعز -: كدأب آل فرعون والذين من قبلهم ؛ أي: كشأن آل فرعون؛ وكأمر آل فرعون؛ كذا قال أهل اللغة؛ والقول عندي فيه - والله أعلم -: إن " دأب " ههنا؛ أي: اجتهادهم في كفرهم؛ وتظاهرهم على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ كتظاهر آل فرعون على موسى - عليه السلام -؛ وموضع الكاف رفع؛ وهو في موضع خبر الابتداء؛ المعنى: دأبهم مثل دأب آل فرعون؛ و " كدأب آل فرعون والذين من قبلهم " ؛ يقال: " دأبت؛ أدأب؛ دأبا؛ ودؤوبا " ؛ إذا اجتهدت في الشيء؛ ولا يصلح أن تكون الكاف في موضع نصب ب " كفروا " ؛ لأن " كفروا " ؛ في صلة " الذين " ؛ لا يصلح أن الذين كفروا ككفر آل فرعون؛ لأن الكاف خارجة من الصلة؛ ولا يعمل فيها ما في الصلة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية