الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن المنذر ، عن الضحاك في قوله : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل الآية، قال : لو أنزلت هذا القرآن على جبل فأمرته بالذي أمرتكم به، وخوفته بالذي خوفتكم به إذا لخشع وتصدع من خشية الله، فأنتم أحق أن تخشعوا وتذلوا وتلين قلوبكم لذكر الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن مالك بن دينار قال : أقسم لكم : لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا صدع قلبه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : لو أنزلنا هذا القرآن الآية، قال : يقول : لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه، تصدع وخشع من ثقله، ومن خشية الله، فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع، قال : كذلك يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 397 ] وأخرج الديلمي، عن ابن مسعود، وعلي، مرفوعا في قوله : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل إلى آخر السورة قال : «هي رقية الصداع» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الخطيب البغدادي في «تاريخه» قال : أنبأنا أبو نعيم الحافظ، أنبأنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر المقرئ البغدادي، يعرف بغلام ابن شنبوذ، أنبأنا إدريس بن عبد الكريم الحداد قال : قرأت على خلف، فلما بلغت هذه الآية : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل قال : ضع يدك على رأسك؛ فإني قرأت على سليم، فلما بلغت هذه الآية قال : ضع يدك على رأسك؛ فإني قرأت على حمزة، فلما بلغت هذه الآية قال : ضع يدك على رأسك؛ فإني قرأت على الأعمش ، فلما بلغت هذه الآية قال : ضع يدك على رأسك؛ فإني قرأت على يحيى بن وثاب، فلما بلغت هذه الآية قال : ضع يدك على رأسك؛ فإني قرأت على علقمة والأسود، فلما بلغت هذه الآية قالا : ضع يدك على رأسك؛ فإنا قرأنا على عبد الله، فلما بلغنا هذه الآية قال : ضعا أيديكما على رءوسكما؛ فإني قرأت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما بلغت هذه الآية قال لي : «ضع يدك على رأسك؛ فإن جبريل لما نزل بها إلي قال لي : ضع يدك على رأسك؛ فإنها شفاء من كل داء إلا السام» والسام الموت .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية