الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2642 (24) باب

                                                                                              إنما الرضاعة من المجاعة

                                                                                              [ 1519 ] عن مسروق قال: قالت عائشة: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندي رجل قاعد فاشتد ذلك عليه، ورأيت الغضب في وجهه قالت: فقلت: يا رسول الله، إنه أخي من الرضاعة، قالت: فقال: " انظرن إخوانكن من الرضاعة، فإنما الرضاعة عن المجاعة" .

                                                                                              وفي رواية: "من" بدل "عن".

                                                                                              رواه البخاري (5102)، ومسلم (1455)، وأبو داود (2058)، والنسائي ( 6 \ 102 ). [ ص: 190 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 190 ] (24) ومن باب إنما الرضاعة من المجاعة

                                                                                              (غضب النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى في بيته من لا يعرفه ): هو تأديب منه لها. وقد كان صلى الله عليه وسلم أخذ على النساء: ألا يوطئن فرشهن أحدا يكرهه الزوج. ولذلك بادرت بالعذر، فقالت: ( إنه أخي من الرضاعة ).

                                                                                              و (قوله: انظرن إخوانكن من الرضاعة ) يعني: تحققن صحة الرضاعة، ووقتها؛ فإنها إنما تنشر الحرمة إذا وقعت على شرطها، وفي وقتها، كما ذكرناه آنفا.

                                                                                              و (قوله: إنما الرضاعة عن المجاعة ) إنما: للحصر، فكأنه قال: لا رضاعة معتبرة إلا المغنية عن المجاعة، أو المطعمة من المجاعة، كما قال [ ص: 191 ] تعالى: أطعمهم من جوع [قريش: 4] ف (عن) أو (من) على اختلاف الروايتين متعلق بمحذوف، تقديره ما ذكرناه.




                                                                                              الخدمات العلمية