الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن إسحاق ، وابن المنذر ، عن ابن عباس قال : كان عبد الله بن [ ص: 438 ] عمرو، وزيد بن الحارث يوادان رجلا من يهود، فأنزل الله : يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، عن ابن مسعود في قوله : يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة قال : فلا يؤمنون بها ولا يرجونها، كما يئس هذا الكافر إذا مات وعاين ثوابه، واطلع عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن ابن عباس : لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قال هم الكفار أصحاب القبور الذين يئسوا من الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن سعيد بن جبير : كما يئس الكفار من أصحاب القبور قال : الذين ماتوا فعاينوا الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، عن مجاهد وعكرمة في قوله : كما يئس الكفار من أصحاب القبور قالا : الكفار حين أدخلوا القبور، فعاينوا ما أعد الله لهم من الخزي، يئسوا من [ ص: 439 ] رحمة الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في الآية قال : يعني من مات من الذين كفروا، فقد يئس الأحياء من الذين كفروا أن يرجعوا إليهم أو يبعثهم الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، عن الحسن قال : كما يئس الكفار : الأحياء من الذين ماتوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : لا تتولوا قوما غضب الله عليهم . قال : اليهود قد يئسوا من الآخرة أن يبعثوا، كما يئس الكفار أن يرجع إليهم أصحاب القبور الذين قد ماتوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد : قد يئسوا من الآخرة قال بكفرهم، كما يئس الكفار من أصحاب القبور قال : من ثواب الآخرة حين تبين لهم أعمالهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة : كما يئس الكفار من أصحاب القبور قال : إن الكافر إذا مات له ميت لم يرج لقاءه، ولم يحتسب أجره .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية