الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3844 (باب في ترك عيب الطعام)

                                                                                                                              وقال النووي : (باب لا يعيب الطعام) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 36 ج 14 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن أبي هريرة) رضي الله عنه، (قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم، عاب طعاما قط. كان إذا اشتهاه أكله. وإن لم يشتهه سكت) . وفي رواية أخرى ؛ بلفظ : "كان إذا اشتهى شيئا أكله . وإن كرهه تركه " ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              هذا من آداب الطعام المتأكدة . وعيب الطعام كقوله : مالح . قليل الملح . حامض . رقيق . غليظ . غير ناضج . ونحو ذلك .

                                                                                                                              وأما حديث ترك أكل الضب فليس هو من عيب الطعام ، كما تقدم في موضعه . إنما هو إخبار بأن هذا الطعام الخاص لا أشتهيه .

                                                                                                                              [ ص: 642 ] وذكر مسلم في الباب اختلاف طرق هذا الحديث ؛ فرواه أولا من رواية الأكثرين ؛ عن الأعمش ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة . ثم رواه عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي يحيى (مولى آل جعدة) ؛ عن أبي هريرة . وأنكر عليه الدارقطني الإسناد الثاني . وقال : هو معلل . قال عياض : وهذا الإسناد من الأحاديث المعللة في كتاب مسلم ، التي بين مسلم علتها كما وعد في خطبته . وذكر الاختلاف فيه . ولهذه العلة لم يذكر البخاري حديث أبي معاوية . ولا أحرجه من طريقه ، بل أخرجه من طريق آخر . وعلى كل حال : فالمتن صحيح ، لا مطعن فيه .




                                                                                                                              الخدمات العلمية