الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 259 ] 297- وقال: (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه) يقول: "منهم قوم" فأضمر "القوم". قال النابغة الذبياني :


                                                                                                                                                                                                                      (186) كأنك من جمال بني أقيش يقعقع بين رجليه بشن

                                                                                                                                                                                                                      أي: كأنك جمل منها. وكما قال: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به) أي: وإن منهم واحد إلا ليؤمنن به". والعرب تقول: "رأيت الذي أمس" أي: رأيت الذي جاءك أمس" أو "تكلم أمس".

                                                                                                                                                                                                                      : (واسمع غير مسمع وراعنا ليا) وقوله: (راعنا) أي: "راعنا سمعك. في معنى: أرعنا. وقوله: (غير مسمع) أي: لا سمعت وأما: (غير مسمع) أي: لا يسمع منك فأنت غير مسمع.

                                                                                                                                                                                                                      وقال: (واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم) . وإنما قال: (وانظرنا) لأنها من "نظرته" أي: "انتظرته". وقال: (انظرونا نقتبس من نوركم) أي: انتظروا. وأما قوله: (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه) فإنما هي: إلى قدمت يداه. قال الشاعر [ عبد الله بن قيس الرقيات ]:


                                                                                                                                                                                                                      (187) ظاهرات الجمال والحسن ينظر     ن كما تنظر الأراك الظباء



                                                                                                                                                                                                                      وإن شئت كان: (ينظر المرء ما قدمت يداه) على الاستفهام مثل قولك: "ينظر خيرا قدمت يداه أم شرا".

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية