الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ) الآية [ 31 ] .

                                                                                                                                                                  550 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري قال : أخبرنا أبو يعلى قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سلمة الأنصاري ، حدثنا خلف بن تميم ، عن عبد الجبار بن عمر الأيلي ، عن عبد الله بن عطاء ، عن جدته أم عطاء مولاة الزبير ، قالت : سمعت الزبير بن العوام يقول : قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم - : تزعم أنك نبي يوحى إليك ، وأن سليمان سخرت له الريح [ والجبال ] ، وأن موسى سخر له البحر ، وأن عيسى كان يحيي الموتى فادع الله تعالى أن يسير عنا هذه الجبال ، ويفجر لنا الأرض أنهارا فنتخذها محارث فنزرع ، ونأكل ، وإلا فادع الله أن يحيي لنا موتانا فنكلمهم ، ويكلمونا ، وإلا فادع الله تعالى أن يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف ، فإنك تزعم أنك كهيئتهم ، فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي ، فلما سري عنه قال : " والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ولو شئت لكان ، ولكنه خيرني بين أن تدخلوا من باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم ، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة [ ولا يؤمن مؤمنكم ] ، فاخترت باب الرحمة [ وأن يؤمن مؤمنكم ] ، وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم ، أنه معذبكم عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين " . فنزلت : ( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ) حتى قرأ ثلاث آيات ونزلت : ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال ) الآية .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية