الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - جل وعز -: منيبا إليه ؛ أي: تائبا إليه؛ ثم إذا خوله نعمة منه ؛ أي: أذهب الضر عنه؛ وأنعم عليه؛ نسي ما كان يدعو إليه من قبل ؛ يقول: نسي الدعاء الذي كان يتضرع به إلى الله - جل وعز -؛ وجائز أن يكون معناه: نسي الله الذي كان يتضرع إليه من قبل؛ ومثله: ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد ؛ فكانت " ما " ؛ تدل على الله؛ و " من " ؛ عبارة عن كل مميز؛ و " ما " ؛ يكون لكل نوع؛ تقول: " ما عندك؟ " ؛ فيكون الجواب: " رجل " ؛ أو " فرس " ؛ أو ما شئت من الأجناس؛ فيدخل المميز في " ما " ؛ من جهة دخولها على الأجناس؛ قل تمتع بكفرك قليلا ؛ لفظ هذا لفظ أمر؛ ومعناه التهديد والوعيد؛ ومثله: فتمتعوا فسوف تعلمون ؛ ومثله: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ؛ ومثله قوله [ ص: 347 ] لمن يتهدده: " عد لما أكره وحسبك " ؛ فأنت لست تأمره في المعنى؛ وإنما تتوعده؛ وتتهدده.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية