الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [15 - 16] إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون .

                                                                                                                                                                                                                                      إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها أي: وعظوا: خروا سجدا لسرعة قبولهم لها بصفاء فطرتهم، وذلك تواضعا لله وخشوعا، وشكرا على ما رزقهم من الإسلام: وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون أي: عن الانقياد لها، كما يفعله الجهلة من الكفرة الفجرة، قال تعالى: إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين تتجافى جنوبهم عن المضاجع أي: ترتفع وتتنحى عن الفرش ومواضع النوم. والجملة مستأنفة لبيان بقية محاسنهم، وهم المتهجدون بالليل: يدعون ربهم أي: داعين له: خوفا من عذابه: وطمعا في رحمته: ومما رزقناهم أي: من المال: ينفقون أي: في وجوه البر والحسنات.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية