الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              2664 (31) باب

                                                                                              الحث على نكاح الأبكار وذوات الدين

                                                                                              [ 1529 ] عن جابر بن عبد الله أن عبد الله هلك، وترك تسع بنات (أو قال: سبع) فتزوجت امرأة ثيبا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا جابر، تزوجت؟ " قال: قلت: نعم قال: "فبكر أم ثيب؟ " قال: قلت: بل ثيب يا رسول الله، قال: "فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك ! " قال: قلت له: إن عبد الله هلك، وترك تسع بنات - أو سبع -، وإني كرهت أن آتيهن - أو أجيئهن - بمثلهن، فأحببت أن أجيء بامرأة تقوم عليهن، وتصلحهن قال: "فبارك الله لك" أو قال لي: خيرا.

                                                                                              وفي رواية: قال: "فأين أنت من العذارى ولعابها؟ "

                                                                                              رواه البخاري (2097)، ومسلم (715) (55) و (56)، والنسائي ( 6 \ 56 )، وابن ماجه (4860).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (31) ومن باب الحث على نكاح الأبكار

                                                                                              (قول جابر بن عبد الله رضي الله عنه: ( إن عبد الله هلك ) يعني: والده. وكان استشهد يوم أحد، اختلفت عليه أسياف المسلمين. وهم يظنونه من الكفار. [ ص: 214 ] فكان جابر يقول: أبي ! أبي ! فلم يسمعوه حتى استشهد فتصدق ابنه بدمه على المسلمين.

                                                                                              و ( الثيب ): المرأة التي دخل بها الزوج، وكأنها ثابت إلى غالب أحوال كبار النساء.

                                                                                              و (قوله: فهلا جارية تلاعبها، وتلاعبك ) يدل على تفضيل نكاح الأبكار، كما قال في الحديث الآخر: (فإنهن أطيب أفواها، وأنتق أرحاما).

                                                                                              و ( تلاعبها ): من اللعب، بدليل قوله: ( وتضاحكها ). وفي كتاب أبي عبيد : (تداعبها وتداعبك).

                                                                                              و (قوله في الرواية الأخرى: ( أين أنت من العذارى ولعابها ) - بكسر [ ص: 215 ] اللام هنا لا غير - وهو مصدر لاعب، من الملاعبة. كما يقال: قتالا؛ من: قاتل، يقاتل. وقد رواه أبو ذر من طريق المستملي : (لعابها) - بالضم -؛ يعني به: ريقها عند التقبيل. وفيه بعد. والصواب: الأول.

                                                                                              وهذا الحديث يدل على فضل عقل جابر ؛ فإنه راعى مصلحة صيانة أخواته، وآثرها على حق نفسه، ونيل لذته؛ ولذلك استحسنه منه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: ( فبارك الله لك ) وقال له خيرا.

                                                                                              وفيه ما يدل على جواز قصد الرجل من الزوجة القيام له بأمور وبمصالح ليست لازمة لها في الأصل ، ولا يعاب من قصد شيئا من ذلك.




                                                                                              الخدمات العلمية