الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        أليس الله بكاف عبده ؛ ويقرأ: " عباده " ؛ ولو قرئت: " كافي عبده " ؛ و " كافي عباده " ؛ لجازت؛ ولكن القراءة سنة؛ لا تخالف؛ ومعنى " بكاف عبده " ؛ يدل على النصر؛ وعلى أنه كقوله: ليظهره على الدين كله وهو مثل: إنا كفيناك المستهزئين [ ص: 355 ] ويخوفونك بالذين من دونه ؛ أي: يخوفون بآلهتهم وأوثانهم؛ ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث خالد بن الوليد إلى العزى ليكسرها؛ فلما جاء خالد قال له سادنها: أحذركها يا خالد؛ إن لها شدة لا يقوم لها شيء؛ فعمد خالد إلى العزى فهشم أنفها؛ فهذا معنى " ويخوفونك بالذين من دونه " ؛ لأن تخويفهم خالدا هو تخويفهم النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه وجهه؛ ثم أعلم - مع عبادتهم العزى والأوثان - أنهم مقرون بأن الله خالقهم؛ فقال: ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله ؛ إلى قوله: هل هن ممسكات رحمته ؛ ويقرأ: " كاشفات ضره " ؛ بترك التنوين؛ والخفض في " ضره " ؛ و " رحمته " ؛ فمن قرأ بالتنوين فلأنه غير واقع في معنى " هل يكشفن ضره؛ أو يمسكن رحمته؟! ومن أضاف وخفض؛ فعلى الاستخفاف؛ وحذف التنوين؛ وكلا الوجهين حسن؛ قرئ بهما.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية