الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( باب ميراث المفقود ) من فقدت الشيء فقدا وفقدانا بكسر الفاء وضمها ، والفقد : أن تطلب الشيء فلا تجده ، والمراد هنا من لا تعلم له حياة ولا موت لانقطاع خبره ، وله حالان . أحدهما ( من انقطع خبره لغيبة ظاهرها السلامة ) أي : بقاء حياته ( كأسر وتجارة وسياحة ، انتظر به تتمة تسعين سنة منذ ولد ) ; لأن الغالب أنه لا يعيش أكثر من هذا ، وعنه : ينتظر به حتى يتيقن موته أو تمضي عليه مدة لا يعيش في مثلها ، وذلك مردود إلى اجتهاد الحاكم . وهو قول الشافعي ومحمد بن الحسن ، وهو المشهور عن مالك وأبي حنيفة وأبي يوسف . لأن الأصل حياته ( ف ) على الأول ( إن فقد ابن تسعين ) سنة ( اجتهد الحاكم ) في تقدير مدة انتظاره . والثاني من انقطع خبره لغيبة ظاهرها الهلاك ، وقد ذكره بقوله : ( وإن كان الظاهر من فقده الهلاك ك ) الذي فقد ( من بين أهله أو في ) مفازة ( مهلكة ) قال في المبدع : مهلكة بفتح الميم واللام ويجوز كسرها . حكاهما أبو السعادات ، ويجوز ضم الميم مع كسر اللام . اسم فاعل من أهلكت فهي مهلكة ، وهي أرض يكثر فيها الهلاك ( كدرب الحجاز أو ) كالذي فقد ( بين الصفين حال الحرب أو ) كالذي ( غرقت سفينته وغرق قوم ونجا قوم . انتظر به تتمة أربع سنين منذ فقد ثم يقسم ماله ) ; لأنها مدة يتكرر فيها تردد المسافرين والتجار . فانقطاع خبره عن أهله مع غيبته على هذا الوجه يغلب ظن الهلاك . إذ لو كان باقيا لم ينقطع خبره إلى هذه الغاية . ولاتفاق الصحابة على اعتداد امرأته بعد تربصها هذه المدة وحلها للأزواج بعد ذلك

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية