الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أيد ]

                                                          أيد : الأيد والآد جميعا : القوة ، قال العجاج :


                                                          من أن تبدلت بآدي آدا



                                                          يعني قوة الشباب . وفي خطبة علي - كرم الله وجهه - : وأمسكها من أن تمور بأيده أي بقوته ؛ وقوله عز وجل : واذكر عبدنا داود ذا الأيد ؛ أي ذا القوة ؛ قال الزجاج : كانت قوته على العبادة أتم قوة ، كان يصوم يوما ويفطر يوما ، وذلك أشد الصوم ، وكان يصلي نصف الليل ؛ وقيل : أيده قوته على إلانة الحديد بإذن الله وتقويته إياه . وقد [ ص: 210 ] أيده على الأمر ؛ أبو زيد : آد يئيد أيدا إذا اشتد وقوي . والتأييد : مصدر أيدته أي قويته ؛ قال الله تعالى : إذ أيدتك بروح القدس ، وقرئ : ( إذ آيدتك ) ؛ أي قويتك ، تقول من : آيدته على فاعلته ، وهو مؤيد . وتقول من الأيد : أيدته تأييدا أي قويته ، والفاعل مؤيد وتصغيره مؤيد أيضا والمفعول مؤيد ؛ وفي التنزيل العزيز : والسماء بنيناها بأيد ، قال أبو الهيثم : آد يئيد إذا قوي ، وآيد يؤيد إيآدا إذا صار ذا أيد ، وقد تأيد . وأدت أيدا أي قويت ، وتأيد الشيء : تقوى . ورجل أيد ، بالتشديد ، أي قوي ؛ قال الشاعر :


                                                          إذا القوس وترها أيد     رمى فأصاب الكلى والذرا



                                                          يقول : إذا الله تعالى وتر القوس التي في السحاب رمى كلى الإبل وأسنمتها بالشحم ، يعني من النبات الذي يكون من المطر . وفي حديث حسان بن ثابت : إن روح القدس لا تزال تؤيدك أي تقويك وتنصرك . والآد : الصلب . والمؤيد مثال المؤمن : الأمر العظيم والداهية ؛ قال طرفة :


                                                          تقول وقد ، تر الوظيف وساقها :     ألست ترى أن قد أتيت بمؤيد ؟



                                                          وروى الأصمعي بمؤيد ، بفتح الياء ، قال : وهو المشدد من كل شيء ؛ وأنشد للمثقب العبدي :


                                                          يبني ، تجاليدي وأقتادها     ناو كرأس الفدن المؤيد



                                                          يريد بالناوي سنامها وظهرها . والفدن : القصر . وتجاليده : جسمه . والإياد : ما أيد به الشيء ؛ الليث : وإياد كل شيء ما يقوى به من جانبيه ، وهما إياداه . وإياد العسكر : الميمنة والميسرة ؛ ويقال لميمنة العسكر وميسرته : إياد ؛ قال العجاج :


                                                          عن ذي إيادين لهام ، لو دسر     بركنه أركان دمخ ، لانقعر



                                                          ، وقال يصف الثور :


                                                          متخذا منها إيادا هدفا



                                                          وكل شيء كان واقيا لشيء ، فهو إياده . والإياد : كل معقل أو جبل حصين أو كنف وستر ولجأ ؛ وقد قيل : إن قولهم أيده الله مشتق من ذلك ؛ قال ابن سيده : وليس بالقوي ، وكل شيء كنفك وسترك : فهو إياد . وكل ما يحرز به : فهو إياد ؛ وقال امرؤ القيس يصف نخيلا :


                                                          فأثت أعاليه وآدت أصوله     ومال بقنيان من البسر أحمرا



                                                          آدت أصوله : قويت ، تئيد أيدا . والإياد : التراب يجعل حول الحوض أو الخباء يقوى به أو يمنع ماء المطر ؛ قال ذو الرمة يصف الظليم :


                                                          دفعناه عن بيض حسان بأجرع     حوى حولها من تربه بإياد



                                                          يعني طردناه عن بيضه . ويقال : رماه الله بإحدى الموائد والمآود أي الدواهي . والإياد : ما حنا من الرمل . وإياد : اسم رجل ، هو ابن معد ، وهم اليوم باليمن ؛ قال ابن دريد : هما إيادان : إياد بن نزار ، وإياد بن سود بن الحجر بن عمار بن عمرو . الجوهري : إياد حي من معد ؛ قال أبو دواد الإيادي :


                                                          في فتو حسن أوجههم     من إياد بن نزار بن معد



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية