الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : كذلك يبين الله لكم الآيات الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في "العظمة"، عن ابن عباس في قوله : كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة . يعني : في زوال الدنيا وفنائها، وإقبال الآخرة وبقائها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، عن قتادة في قوله : لعلكم تتفكرون في الدنيا [ ص: 557 ] والآخرة . قال : لتعلموا فضل الآخرة على الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن الصعق بن حزن التميمي قال : شهدت الحسن وقرأ هذه الآية من "البقرة" : لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة . قال : هي والله لمن تفكر فيها، ليعلمن أن الدنيا دار بلاء، ثم دار فناء، وليعلم أن الآخرة دار جزاء، ثم دار بقاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال : من تفكر في الدنيا والآخرة عرف فضل إحداهما على الأخرى؛ عرف أن الدنيا دار بلاء، ثم دار فناء، وأن الآخرة دار بقاء، ثم دار جزاء، فكونوا ممن يصرم حاجة الدنيا لحاجة الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية