الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 365 ] سورة " المؤمن "

                                                                                                                                                                                                                                        بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                                                                        حم تنـزيل الكتاب من الله العزيز العليم ؛ الحواميم كلها مكية؛ نزلت بمكة؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " مثل الحواميم في القرآن كمثل الحبرات في الثياب " ؛ وقال ابن مسعود: " الحواميم ديباج القرآن " ؛ وجاء في التفسير عن ابن عباس - رحمه الله - ثلاثة أقوال في " حـم " ؛ قال: " (حـم)؛ اسم الله الأعظم؛ وقال: " (حـم)؛ قسم " ؛ وقال: " (حـم)؛ حروف الرحمن؛ مقطعة " ؛ والمعنى: " الـر " ؛ و " حـم " ؛ و " نون " ؛ بمنزلة " الرحمن " ؛ وقد فسرنا إعراب حروف الهجاء في أول " البقرة " ؛ والقراءة فيها على ضربين: " حـم " ؛ بفتح الحاء؛ و " حـم " ؛ بكسر الحاء؛ فأما الميم فساكنة في قراءة القراء كلهم؛ إلا عيسى بن عمر؛ فإنه قرأ: " حـم والكتاب " ؛ بفتح الميم؛ وهو على ضربين؛ أحدهما أن يجعل " حـم " ؛ اسما للسورة؛ فينصبه؛ ولا ينونه؛ لأنه على لفظ الأسماء الأعجمية؛ نحو " هابيل " ؛ و " قابيل " ؛ ويكون المعنى: " اتل حـم " ؛ والأجود أن يكون فتح لالتقاء الساكنين؛ حيث جعله اسما للسورة؛ ويكون حكاية حروف هجاء.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية