الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وإذ أسر النبي الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال : دخلت حفصة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيتها وهو يطأ مارية، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «لا تخبري عائشة حتى أبشرك ببشارة [ ص: 578 ] فإن أباك يلي الأمر بعد أبي بكر إذا أنا مت» فذهبت حفصة فأخبرت عائشة ، فقالت عائشة للنبي - صلى الله عليه وسلم - : من أنبأك هذا؟ قال : نبأني العليم الخبير فقالت عائشة : لا أنظر إليك حتى تحرم مارية، فحرمها فأنزل الله : يا أيها النبي لم تحرم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عدي، وابن عساكر ، عن عائشة في قوله : وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال : أسر إليها : «إن أبا بكر خليفتي من بعدي» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عدي، وأبو نعيم في «فضائل الصحابة»، والعشاري في «فضائل الصديق»، وابن مردويه ، وابن عساكر ، من طرق، عن علي، وابن عباس قالا : والله، إن إمارة أبي بكر وعمر لفي الكتاب : وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال لحفصة : «أبوك وأبو عائشة واليا الناس بعدي، فإياك أن تخبري أحدا» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر ، عن ميمون بن مهران في قوله : وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال : أسر إليها : «إن أبا بكر خليفتي من بعدي» .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر ، عن حبيب بن أبي ثابت : وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال : أخبر عائشة أن أباها الخليفة من بعده، وأن أبا حفصة الخليفة من بعد أبيها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن الضحاك قال : أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - جارية له في يوم عائشة ، وكانت حفصة وعائشة متحابتين، فاطلعت حفصة على ذلك، فقال لها : «لا تخبري عائشة بما كان مني وقد حرمتها علي» فأفشت حفصة سر النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله : يا أيها النبي لم تحرم الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس : وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال : أسر إلى عائشة في أمر الخلافة بعده، فحدثت به حفصة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو نعيم في «فضائل الصحابة»، عن الضحاك في قوله : وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا قال : أسر إلى حفصة بنت عمر أن الخليفة من بعده أبو بكر، ومن بعد أبي بكر عمر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : عرف بعضه وأعرض عن بعض قال : الذي عرف أمر مارية، وأعرض في قوله : «إن أباك وأباها يليان الناس بعدي»؛ مخافة أن يفشو .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن علي بن أبي طالب قال : ما استقصى كريم قط؛ لأن الله يقول : عرف بعضه وأعرض عن بعض .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 580 ] وأخرج البيهقي في «شعب الإيمان» عن عطاء الخراساني قال : ما استقصى حليم قط؛ ألم تسمع إلى قوله : عرف بعضه وأعرض عن بعض .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية