الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - في إملائه : أي : قال أهل النار : ( لو كنا نسمع ) من يعقل عن الله حججه ( أو نعقل ) حجج الله ( ما كنا في أصحاب السعير ) ، أي : النار ، فهم يسمعون ، ولكن لا يسمعون ما ينفعهم في الآخرة ، ويعقلون ولكن لا يعقلون ما ينفعهم في الآخرة ; لأن الله قال : ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم [ 2 \ 7 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال : إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا [ 18 \ 57 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد بين هذا الذي ذكره - رحمة الله تعالى علينا وعليه - عدة نصوص صريحة في ذلك ، منها أصل خلقتهم الكاملة في قوله تعالى : إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا [ ص: 234 ] [ 76 \ 2 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي آخر سورة " الملك " هذه قوله : قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون [ 67 \ 23 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      ولكنهم سمعوا وعصوا ، كما في قوله : سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم [ 2 \ 93 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا ، وإن كان في بني إسرائيل ، إلا أنه قال لهذه الأمة : ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون [ 8 \ 21 ] . وقال تعالى عنهم : قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا [ 8 \ 21 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال تعالى عنهم : قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا [ 8 \ 31 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عنهم : وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه [ 41 \ 26 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد بين تعالى سبب عدم استفادتهم بما يسمعون في قوله تعالى : ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا [ 45 \ 7 - 9 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها [ 31 \ 7 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      فقولهم هنا : لو كنا نسمع أو نعقل ، أي : سماع تعقل وتفهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية