الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  59 باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه ، فأتم الحديث ثم أجاب السائل

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  الكلام فيه على وجهين ; الأول : أن " باب " مرفوع ; لأنه خبر مبتدأ محذوف مضاف إلى قوله " من سئل " ، ومن موصولة .

                                                                                                                                                                                  وقوله " سئل " على صيغة المجهول ، جملة من الفعل والمفعول النائب عن الفاعل ، وقعت صلة لها .

                                                                                                                                                                                  وقوله " علما " نصب ; لأنه مفعول ثان .

                                                                                                                                                                                  وقوله " وهو مشتغل في حديثه " جملة وقعت حالا عن الضمير الذي في " سئل " . وذكر قوله " فأتم " بالفاء ، وقوله " ثم أجاب " بكلمة " ثم " - لأن إتمام الحديث حصل عقيب الاشتغال به ، والجواب بعد الفراغ منه .

                                                                                                                                                                                  الثاني : وجه المناسبة بين البابين على تقدير وجود الباب السابق في بعض النسخ من حيث إن الباب الأول وإن كان المذكور فيه فضل العلم ، ولكن المراد التنبيه على فضل العلماء كما حققنا الكلام فيه هناك . وهذا الباب فيه حال العالم المسئول منه عن مسألة معضلة ، ولا يسأل عن المسائل المعضلات إلا العلماء الفضلاء العاملون الداخلون في قوله تعالى : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات

                                                                                                                                                                                  وأما على تقدير عدم الباب السابق في النسخ فالابتداء بهذا الباب الإشارة إلى ما قيل من أن العلم سؤال وجواب ، والسؤال نصف العلم ; فتميز هذا الباب عن بقية الأبواب التي تضمنها كتاب العلم فاستحق بذلك التصدير على بقية الأبواب ، فافهم !



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية