الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          أما الذين لهم البشرى فهم أصحاب الجنة؛ أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ؛ أصحاب الجنة هم المتقون؛ كقوله (تعالى أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون ؛ وعبر - سبحانه - عن المتقين بأنهم أصحاب الجنة؛ أي: الذين اختصوا بها؛ ويلازمونها؛ كما اختصت بملازمتهم؛ وأفعل التفضيل ليس على بابه؛ لأنه لا خير لغيرهم يفاضلون به بينهم وبين أهل الجنة؛ إنما المعنى الظاهر أن أصحاب الجنة أتاهم في الاستقرار والبقاء خير لا يقادر قدره؛ ولا علو لغيره؛ ولا يعلوه شيء في الوجود؛ و " المقيل " : اسم مكان من " قال؛ يقيل " ؛ أي أنه استراح في القيلولة؛ وأفعل التفضيل على غير بابه؛ أي أن لهم استراحة في وقت القيلولة؛ ليس هناك ما يماثلها في حسنها وراحتها؛ وعبر عن راحة الجنة باستراحة وقت القيلولة; لأن الراحة في هذا الوقت تكون متعة في ذاتها؛ وقد شبهت راحة الجنة بهذه الراحة؛ لحسنها؛ ومتعتها; ولأن الجنة مقابلة بالنار؛ فكانت كأنها الراحة في وسط القيلولة؛ أي أن المجرمين في وقت راحة الجنة واستمتاعهم؛ يكونون في ستار من الجحيم؛ وعذاب الخلد.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية