الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [60 - 61] لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا .

                                                                                                                                                                                                                                      لئن لم ينته المنافقون أي: عن نفاقهم: والذين في قلوبهم مرض أي: ضعف إيمان، عن مراودة النساء بالفجور: والمرجفون في المدينة أي: بأخبار السوء اللاتي يفترونها وينشرونها، كمجيء عدو وانهزام سرية، وهكذا مما يكسرون به قلوب المؤمنين، وأصله التحريك، من (الرجفة)، وهي الزلزلة، يسمى به الخبر المفترى، لكونه خبرا متزلزلا غير ثابت، أو لاضطراب قلوب المؤمنين به: لنغرينك بهم أي: لنسلطنك عليهم بما يضطرهم إلى الجلاء: ثم لا يجاورونك فيها أي: في المدينة من قوة بأسك عليهم: إلا قليلا أي: زمنا قليلا ريثما يستعدون للرحلة: ملعونين أينما ثقفوا أي: مبغضين لله وللخلق، لا يستريحون بالخروج، للصوق اللعنة بهم أينما وجدوا أخذوا وقتلوا تقتيلا أي: أسروا وبولغ في قتلهم لذلتهم وقلتهم، ثم أشار تعالى إلى أن ذلك ليس ببدع، بقوله:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية