الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أيس ]

                                                          أيس : الجوهري : أيست منه آيس يأسا ، لغة في يئست منه أيأس يأسا ، ومصدرهما واحد ، وآيسني منه فلان مثل أيأسني ، وكذلك التأييس . ابن سيده : أيست من الشيء مقلوب عن يئست ، وليس بلغة فيه ، ولولا ذلك لأعلوه فقالوا إست أآس كهبت أهاب . فظهوره صحيحا يدل على أنه إنما صح لأنه مقلوب عما تصح عينه ، وهو يئست لتكون الصحة دليلا على ذلك المعنى كما كانت صحة عور دليلا على ما لا بد من صحته ، وهو اعور ، وكان له مصدر ؛ فأما إياس ، اسم رجل فليس من ذلك إنما هو من الأوس الذي هو العوض ، على نحو تسميتهم للرجل عطية ، تفؤلا بالعطية ، ومثله تسميتهم عياضا ، وهو مذكور في موضعه ، الكسائي : سمعت غير قبيلة يقولون أيس يايس بغير همز . والإياس : السل ، وآس أيسا : لان وذل ، وأيسه : لينه ، وأيس الرجل وأيس به : قصر به واحتقره ، وتأيس الشيء : تصاغر ؛ قال المتلمس :


                                                          ألم تر أن الجون أصبح راكدا تطيف به الأيام ما يتأيس ؟



                                                          أي يتصاغر ، وما أيس منه شيئا أي ما استخرج ، قال : والتأييس الاستقلال ، يقال : ما أيسنا فلانا خيرا أي ما استقللنا منه خيرا أي أردته لأستخرج منه شيئا فما قدرت عليه ، وقد أيس يؤيس تأييسا ، وقيل : التأييس التأثير في الشيء ؛ قال الشماخ :


                                                          وجلدها من أطوم ما يؤيسه     طلح ، بضاحية الصيداء مهزول



                                                          وفي قصيد كعب بن زهير :


                                                          وجلدها من أطوم لا يؤيسه



                                                          التأييس : التذليل والتأثير في الشيء ، أي لا يؤثر في جلدها شيء ، وجيء به من أيس وليس أي من حيث هو وليس هو ، قال الليث : أيس كلمة قد أميتت إلا أن الخليل ذكر أن العرب تقول جيء به من حيث أيس وليس ، لم تستعمل أيس إلا في هذه الكلمة ، وإنما معناها كمعنى حيث هو في حال الكينونة والوجد ، وقال : إن معنى لا أيس أي لا وجد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية