nindex.php?page=treesubj&link=29004قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قد يعلم الله المعوقين منكم أي المعترضين منكم لأن يصدوا الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم ; وهو مشتق من عاقني عن كذا أي صرفني عنه . وعوق ، على التكثير
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18والقائلين لإخوانهم هلم إلينا على لغة
أهل الحجاز . وغيرهم يقولون : ( هلموا ) للجماعة ، وهلمي للمرأة ; لأن الأصل : ( ها ) التي للتنبيه ضمت إليها ( لم ) ثم حذفت الألف استخفافا وبنيت على الفتح . ولم يجز فيها الكسر ولا الضم لأنها لا تنصرف . ومعنى ( هلم ) أقبل ; وهؤلاء طائفتان ; أي منكم من يثبط ويعوق . والعوق المنع والصرف ; يقال : عاقه يعوقه عوقا ، وعوقه واعتاقه بمعنى واحد . قال
مقاتل : هم
عبد الله بن أبي وأصحابه المنافقون .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18والقائلين لإخوانهم هلم فيهم ثلاثة أقوال : أحدها : أنهم المنافقون ; قالوا للمسلمين : ما
محمد [ ص: 140 ] وأصحابه إلا أكلة رأس ، وهو هالك ومن معه ، فهلم إلينا . الثاني : أنهم
اليهود من
بني قريظة ; قالوا لإخوانهم من المنافقين : هلم إلينا ; أي تعالوا إلينا وفارقوا
محمدا فإنه هالك ، وإن
أبا سفيان إن ظفر لم يبق منكم أحدا . والثالث : ما حكاه
ابن زيد : أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف ; فقال أخوه - وكان من أمه وأبيه - : هلم إلي ، قد تبع بك وبصاحبك ; أي قد أحيط بك وبصاحبك . فقال له : كذبت ، والله لأخبرنه بأمرك ; وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره ، فوجده قد نزل عليه
جبريل عليه السلام بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا . ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي والثعلبي أيضا . ولفظه : قال
ابن زيد هذا يوم الأحزاب ، انطلق رجل من عند النبي صلى الله عليه وسلم فوجد أخاه بين يديه رغيف وشواء ونبيذ ; فقال له : أنت في هذا ونحن بين الرماح والسيوف ؟ فقال : هلم إلى هذا فقد تبع لك ولأصحابك ، والذي تحلف به لا يستقل بها
محمد أبدا . فقال : كذبت . فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره فوجده قد نزل عليه
جبريل بهذه الآية .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18ولا يأتون البأس إلا قليلا خوفا من الموت . وقيل : لا يحضرون القتال إلا رياء وسمعة .
nindex.php?page=treesubj&link=29004قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ أَيِ الْمُعْتَرِضِينَ مِنْكُمْ لِأَنْ يَصُدُّوا النَّاسَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ عَاقَنِي عَنْ كَذَا أَيْ صَرَفَنِي عَنْهُ . وَعَوَّقَ ، عَلَى التَّكْثِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا عَلَى لُغَةِ
أَهْلِ الْحِجَازِ . وَغَيْرُهُمْ يَقُولُونَ : ( هَلُمُّوا ) لِلْجَمَاعَةِ ، وَهَلُمِّي لِلْمَرْأَةِ ; لِأَنَّ الْأَصْلَ : ( هَا ) الَّتِي لِلتَّنْبِيهِ ضُمَّتْ إِلَيْهَا ( لَمَّ ) ثُمَّ حُذِفَتِ الْأَلِفُ اسْتِخْفَافًا وَبُنِيَتْ عَلَى الْفَتْحِ . وَلَمْ يَجُزْ فِيهَا الْكَسْرُ وَلَا الضَّمُّ لِأَنَّهَا لَا تَنْصَرِفُ . وَمَعْنَى ( هَلُمَّ ) أَقْبِلْ ; وَهَؤُلَاءِ طَائِفَتَانِ ; أَيْ مِنْكُمْ مَنْ يُثَبِّطُ وَيُعَوِّقُ . وَالْعَوْقُ الْمَنْعُ وَالصَّرْفُ ; يُقَالُ : عَاقَهُ يَعُوقُهُ عَوْقًا ، وَعَوَّقَهُ وَاعْتَاقَهُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ . قَالَ
مُقَاتِلٌ : هُمْ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَأَصْحَابُهُ الْمُنَافِقُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ فِيهِمْ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ : أَحَدُهَا : أَنَّهُمُ الْمُنَافِقُونَ ; قَالُوا لِلْمُسْلِمِينَ : مَا
مُحَمَّدٌ [ ص: 140 ] وَأَصْحَابُهُ إِلَّا أَكَلَةُ رَأْسٍ ، وَهُوَ هَالِكٌ وَمَنْ مَعَهُ ، فَهَلُمَّ إِلَيْنَا . الثَّانِي : أَنَّهُمُ
الْيَهُودُ مِنْ
بَنِي قُرَيْظَةَ ; قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ : هَلُمَّ إِلَيْنَا ; أَيْ تَعَالَوْا إِلَيْنَا وَفَارِقُوا
مُحَمَّدًا فَإِنَّهُ هَالِكٌ ، وَإِنَّ
أَبَا سُفْيَانَ إِنْ ظَفِرَ لَمْ يُبْقِ مِنْكُمْ أَحَدًا . وَالثَّالِثُ : مَا حَكَاهُ
ابْنُ زَيْدٍ : أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الرِّمَاحِ وَالسُّيُوفِ ; فَقَالَ أَخُوهُ - وَكَانَ مِنْ أُمِّهِ وَأَبِيهِ - : هَلُمَّ إِلَيَّ ، قَدْ تُبِعَ بِكَ وَبِصَاحِبِكَ ; أَيْ قَدْ أُحِيطَ بِكَ وَبِصَاحِبِكَ . فَقَالَ لَهُ : كَذَبْتَ ، وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّهُ بِأَمْرِكَ ; وَذَهَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُخْبِرَهُ ، فَوَجَدَهُ قَدْ نَزَلَ عَلَيْهِ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا . ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ وَالثَّعْلَبِيُّ أَيْضًا . وَلَفْظُهُ : قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ هَذَا يَوْمَ الْأَحْزَابِ ، انْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ أَخَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ رَغِيفٌ وَشِوَاءٌ وَنَبِيذٌ ; فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ فِي هَذَا وَنَحْنُ بَيْنَ الرِّمَاحِ وَالسُّيُوفِ ؟ فَقَالَ : هَلُمَّ إِلَى هَذَا فَقَدْ تُبِعَ لَكَ وَلِأَصْحَابِكَ ، وَالَّذِي تَحْلِفُ بِهِ لَا يَسْتَقِلُّ بِهَا
مُحَمَّدٌ أَبَدًا . فَقَالَ : كَذَبْتَ . فَذَهَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْبِرُهُ فَوَجَدَهُ قَدْ نَزَلَ عَلَيْهِ
جِبْرِيلُ بِهَذِهِ الْآيَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=18وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا خَوْفًا مِنَ الْمَوْتِ . وَقِيلَ : لَا يَحْضُرُونَ الْقِتَالَ إِلَّا رِيَاءً وَسُمْعَةً .