الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب الحكرة والتربص

                                                                                                          حدثني يحيى عن مالك أنه بلغه أن عمر بن الخطاب قال لا حكرة في سوقنا لا يعمد رجال بأيديهم فضول من أذهاب إلى رزق من رزق الله نزل بساحتنا فيحتكرونه علينا ولكن أيما جالب جلب على عمود كبده في الشتاء والصيف فذلك ضيف عمر فليبع كيف شاء الله وليمسك كيف شاء الله .

                                                                                                          [ ص: 448 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 448 ] 24 - باب الحكرة والتربص

                                                                                                          بضم الحاء وسكون الكاف اسم من احتكر الطعام إذا حبسه إرادة للغلاء ، والحكر بفتحتين وإسكان الثاني لغة بمعناه ، والتربص الانتظار فكأنه عطف تفسير .

                                                                                                          1352 1337 - ( مالك أنه بلغه أن عمر بن الخطاب قال : لا حكرة في سوقنا لا يعمد ) بكسر الميم يقصد ( رجال بأيديهم فضول ) زيادات عن أقواتهم ( من أذهاب ) جمع ذهب كأسباب وسبب ( إلى رزق من رزق الله نزل بساحتنا فيحتكرونه علينا ) يحبسونه عنا إلى أن يغلو السعر ( ولكن أيما جالب جلب على عمود كبده ) قال ابن الأثير تبعا للهروي : أراد به ظهره لأنه يمسك البطن ويقويه فصار كالعمود له ، وقيل أراد أنه يأتي به على تعب ومشقة وإن لم يكن ذلك الشيء على ظهره وإنما هو مثل ، وقال غيرهما : يريد بكبده الحاملة لأن الجالب إنما يحمل على دوابه لا على ظهره ( في الشتاء والصيف ) قال عيسى : يعني في قلب الشتاء وشدة برده وقلب الصيف وشدة حره ( فذلك ضيف ) بضاد معجمة ( عمر ) لا حرج عليه في إمساك ما جلب ( فليبع كيف شاء الله وليمسك كيف شاء الله ) لئلا يمتنع الناس عن الجلب ، فإن نزل بالناس حاجة ولم يوجد عند غيره جبر على بيعه بسعر الوقت لرفع الضرر عن الناس قاله عياض والقرطبي .




                                                                                                          الخدمات العلمية