الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله عز ذكره : ( ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ( 19 ) وما ذلك على الله بعزيز ( 20 ) )

قال أبو جعفر : يقول عز ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ألم تر ، يا محمد ، بعين قلبك ، فتعلم أن الله أنشأ السماوات والأرض بالحق منفردا بإنشائها بغير ظهير ولا معين ( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد ) ، يقول : إن الذي تفرد بخلق ذلك وإنشائه من غير معين ولا شريك ، إن هو شاء أن يذهبكم فيفنيكم ، أذهبكم وأفناكم ، ويأت بخلق آخر سواكم مكانكم ، فيجدد خلقهم ( وما ذلك على الله بعزيز ) ، يقول : وما إذهابكم وإفناؤكم وإنشاء خلق آخر سواكم مكانكم ، على الله بممتنع ولا متعذر؛ لأنه القادر على ما يشاء .

واختلفت القرأة في قراءة قوله : ( ألم تر أن الله خلق ) .

فقرأ ذلك عامة قرأة أهل المدينة والبصرة وبعض الكوفيين : ( خلق ) على "فعل" .

[ ص: 557 ] وقرأته عامة قرأة أهل الكوفة : "خالق" على "فاعل" .

وهما قراءتان مستفيضتان ، قد قرأ بكل واحدة منهما أئمة من القرأة ، متقاربتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب .

التالي السابق


الخدمات العلمية