الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقال - في أثر هذه الآية -: إن الذين يكفرون بآيات الله أي: أعلام الله؛ التي أتيتهم بها؛ ويقتلون النبيين بغير حق ؛ وقرئت: " ويقاتلون " ؛ ومعنى " ويقتلون النبيين بغير حق " ؛ ههنا: قيل فيه قولان: قيل: رضاهم بقتل من سلف منهم النبيين؛ نحو قتل يحيى - عليه السلام -؛ وهذا يحتمل - والله أعلم -؛ وقيل: " ويقتلون النبيين " : لأنهم قاتلوا النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وهموا بقتله؛ قال الله - جل وعز -: وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ؛ [ ص: 391 ] فهذا معنى: " ويقتلون النبيين " ؛ والله أعلم؛ وجاز دخول الفاء في خبر " إن " ؛ ولا يجوز " إن زيدا فقائم " ؛ وجاز ههنا - فبشرهم بعذاب أليم - لأن " الذي " ؛ يوصل فتكون صلته بمنزلة الشرط للجزاء؛ فيجاب بالفاء؛ ولا يصلح " ليت الذي يقوم فيكرمك " ؛ لأن " إن؛ كأنها لم تذكر في الكلام؛ فدخول الجواب بالفاء؛ عليها كدخولها على الابتداء؛ والتمني داخل فزيل معنى الابتداء والشرط.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية