الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب [45]

                                                                                                                                                                                                                                        على البدل، وقراءة ابن عباس (واذكر عبدنا) بإسناد صحيح، رواها ابن عيينة عن عمر عن عطاء عنه، وهي قراءة ابن كثير . فعلى هذه القراءة يكون إبراهيم بدلا من عبدنا، وإسحاق ويعقوب على العطف. والقراءة بالجمع أبين، وشرح هذا من العربية أنك إذا قلت: رأيت أصحابنا زيدا أبين، وشرح هذا من العربية أنك إذا قلت: رأيت أصحابنا زيدا وعمرا وخالدا، فزيد وعمرو وخالد بدل منهم، فزيد وحده بدل، وهو الصاحب، وعمرو وخالد عطف على صاحبنا، وليسا بداخلين في المصاحبة إلا بدليل غير هذا غير أنه قد علم أن قوله جل وعز "وإسحاق ويعقوب " داخل في العبودية أولي الأيدي والأبصار فأما (الأبصار) فمتفق على تأويلها أنها البصائر في الدين، وأما (الأيدي) فمختلف في تأويلها، فأهل التفسير يقولون: إنها القوة في الدين، وقوم يقولون: الأيدي جمع يد، وهي [ ص: 467 ] النعمة أي هم أصحاب النعم أي الذين أنعم الله عليهم، وقيل: هم أصحاب النعم والإحسان لأنهم قد أحسنوا وقدموا خيرا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية