إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - الطبقة السابعة عشر - الحسن بن سفيان- الجزء رقم14
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ابن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء ، الإمام الحافظ الثبت أبو العباس الشيباني الخراساني النسوي ، صاحب المسند .
ولد سنة بضع وثمانين ومائتين وهو أسن من بلديه الإمام nindex.php?page=showalam&ids=15397أبي عبد الرحمن النسائي ، وماتا معا في عام .
ارتحل إلى الآفاق ، وروى عن : nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، وإبراهيم بن يوسف البلخي ، nindex.php?page=showalam&ids=16818وقتيبة بن سعيد ، nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين ، nindex.php?page=showalam&ids=16131وشيبان بن فروخ ، nindex.php?page=showalam&ids=17233وهدبة بن خالد ، nindex.php?page=showalam&ids=16459وعبد الله بن محمد بن أسماء ، nindex.php?page=showalam&ids=16300وعبد الأعلى بن حماد ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي ، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي ، وسهل بن عثمان ، nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق بن راهويه ، وسعد بن يزيد الفراء ، وحبان بن موسى ، nindex.php?page=showalam&ids=17246وهشام بن عمار ، nindex.php?page=showalam&ids=16229وصفوان بن صالح ، وإبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني ، وعيسى بن حماد ، nindex.php?page=showalam&ids=16958ومحمد بن رمح ، nindex.php?page=showalam&ids=12364وإبراهيم بن الحجاج السامي ، وعبد الواحد بن غياث ، وأبي كامل الجحدري ، nindex.php?page=showalam&ids=16071وسويد بن سعيد ، nindex.php?page=showalam&ids=16526وعبيد الله بن معاذ ، ومحمد بن عبد الله بن عمار ، وخلق كثير .
وهو من أقران أبي يعلى ; ولكن أبو يعلى أعلى إسنادا منه ، وأقدم [ ص: 158 ] لقاء ، فإنه سمع من علي بن الجعد ، وقد سمع الحسن تصانيف الإمام أبي بكر بن أبي شيبة منه ، وسمع " السنن " من nindex.php?page=showalam&ids=11956أبي ثور الفقيه ، وتفقه به ، ولازمه ، وبرع ، وكان يفتي بمذهبه .
حدث عنه : إمام الأئمة nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ، يحيى بن منصور القاضي ، ومحمد بن يعقوب بن الأخرم ، وأبو علي الحافظ ، ومحمد بن الحسن النقاش المقرئ ، وأبو عمرو بن حمدان ، وأبو بكر الإسماعيلي ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وأبو حاتم ابن حبان ، وحفيده إسحاق بن سعد النسوي ، ومحمد بن إبراهيم الهاشمي ، وعبد الله بن محمد النسوي ، وخلق سواهم ، رحلوا إليه وتكاثروا عليه .
قال محمد بن جعفر البستي : سمعت الحسن بن سفيان يقول : لولا اشتغالي بحبان بن موسى لجئتكم بأبي الوليد الطيالسي ، nindex.php?page=showalam&ids=16039وسليمان بن حرب - يعني أنه تعوق بإكبابه على تصانيف ابن المبارك عند حبان .
قال أبو علي الحافظ : سمعت الحسن بن سفيان يقول : إنما فاتني يحيى بن يحيى بالوالدة ; لم تدعني أخرج إليه . قال : فعوضني الله بأبي خالد الفراء ، وكان أسند من يحيى بن يحيى .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : كان الحسن بن سفيان -محدث خراسان ، في عصره- مقدما في الثبت ، والكثرة ، والفهم ، والفقه ، والأدب .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم بن حبان : كان الحسن ممن رحل ، وصنف ، وحدث ، على تيقظ مع صحة الديانة ، والصلابة في السنة .
وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الرازي : ليس للحسن في الدنيا نظير .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : سمعت محمد بن داود بن سليمان يقول : كنا عند [ ص: 159 ] الحسن بن سفيان ، فدخل nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ، وأبو عمرو الحيري ، وأحمد بن علي الرازي ، وهم متوجهون إلى فراوة فقال الرازي : كتبت هذا الطبق من حديثك . قال : هات . فقرأ عليه ، ثم أدخل إسنادا في إسناد ، فرده الحسن ، ثم بعد قليل فعل ذلك ، فرده الحسن ، فلما كان في الثالثة قال له الحسن : ما هذا ؟ ! قد احتملتك مرتين وأنا ابن تسعين سنة ، فاتق الله في المشايخ ، فربما استجيبت فيك دعوة . فقال له nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة : مه ! لا تؤذ الشيخ . قال : إنما أردت أن تعلم أن أبا العباس يعرف حديثه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16328عبد الرحمن بن أبي حاتم : الحسن بن سفيان سمع nindex.php?page=showalam&ids=15678حبان بن موسى ، وقتيبة ، nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة ، كتب إلي وهو صدوق .
قال أبو الوليد حسان بن محمد : كان الحسن بن سفيان أديبا فقيها ، أخذ الأدب عن أصحاب النضر بن شميل ، والفقه عن nindex.php?page=showalam&ids=11956أبي ثور ، وكان يفتي بمذهبه .
وقال غيره : سمع الحسن من nindex.php?page=showalam&ids=12418ابن راهويه أكثر " مسنده " ، وسمع من محمد بن أبي بكر المقدمي " تفسيره " .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : حضرت دفنه في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثمائة [ ص: 160 ] مات بقريته بالوز ، وهي على ثلاثة فراسخ من مدينة نسا ، رحمه الله تعالى .
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء بأربعين الحسن سماعا ، عن المؤيد بن محمد الطوسي ، وزينب بنت عبد الرحمن بن حسن الشعري قال : أخبرتنا أم الخير فاطمة بنت علي بن زعبل سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ، أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان في صفر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، حدثنا أبو العباس الحسن بن سفيان الحافظ ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا الليث ، عن عقيل ، عن الزهري ، عن سالم عن أبيه : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=881201المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة .
أخرجه مسلم ، وأبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي عن قتيبة ، فوافقناهم بعلو .
وبه : إلى الحسن بن سفيان : حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري ، حدثنا هشيم ، عن شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن [ ص: 161 ] عباس ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=881202من سمع النداء فلم يجب ، فلا صلاة له إلا من عذر أخرجه ابن ماجه ، عن عبد الحميد ، فوافقناه بعلو .
روى بشرويه بن محمد المغفلي : أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد الإسفراييني ، قال : حدثنا أبو الحسن الصفار الفقيه ، قال : كنا عند الحسن بن سفيان ، وقد اجتمع إليه طائفة من أهل الفضل ، ارتحلوا إليه ، فخرج يوما فقال : اسمعوا ما أقول لكم قبل الإملاء : قد علمنا أنكم من أبناء النعم ، هجرتم الوطن ، فلا يخطرن ببالكم أنكم رضيتم بهذا التجشم للعلم حقا ، فإني أحدثكم ببعض ما تحملته في طلب العلم :
ارتحلت من وطني ، فاتفق حصولي بمصر في تسعة من أصحابي طلبة العلم ، وكنا نختلف إلى شيخ أرفع أهل عصره في العلم منزلة ، فكان يملي علينا كل يوم قليلا ، حتى خفت النفقة ، وبعنا أثاثنا ، فطوينا ثلاثا ، وأصبحنا لا حراك بنا ، فأحوجت الضرورة إلى كشف قناع الحشمة وبذل الوجه ، فلم تسمح أنفسنا ، فوقع الاختيار على قرعة ، فوقعت علي ، فتحيرت وعدلت ، فصليت ركعتين ، ودعوت ، فلم أفرغ حتى دخل المسجد شاب معه خادم ، فقال : من منكم الحسن بن سفيان ؟
قلت : أنا ، قال : إن الأمير طولون يقرئكم السلام ويعتذر من الغفلة عن تفقد أحوالكم ، وقد بعث بهذا ، وهو زائركم غدا . ووضع بين يدي كل واحد مائة دينار ، فتعجبنا وقلنا : ما القصة ؟ . . قال : دخلت عليه بكرة فقال : أحب أن أخلو اليوم فانصرفنا ، فبعد ساعة طلبني ، فأتيته ، فإذا به يده على خاصرته لوجع ممض [ ص: 162 ] اعتراه ، فقال لي : تعرف الحسن بن سفيان وأصحابه ؟ قلت : لا . قال : اقصد المسجد الفلاني ، واحمل هذه الصرر إليهم ; فإنهم منذ ثلاثة أيام جياع ، ومهد عذري لديهم .
فسألته ، فقال : انفردت فنمت ، فرأيت فارسا في الهواء في يده رمح ، فنزل إلى باب هذا البيت ، ووضع سافلة رمحه على خاصرتي وقال : قم فأدرك الحسن بن سفيان وأصحابه ، قم فأدركهم ، فإنهم منذ ثلاث جياع في المسجد الفلاني . فقلت له : من أنت ؟ قال : أنا رضوان صاحب الجنة . فمنذ أصاب رمحه خاصرتي أصابني وجع شديد ، فعجل إيصال هذا المال إليهم ليزول هذا الوجع عني .
قال الحسن : فعجبنا وشكرنا الله ، وخرجنا تلك الليلة من مصر لئلا نشتهر ، وأصبح كل واحد منا واحد عصره ، وقريع دهره في العلم والفضل .
قال : فلما أصبح الأمير طولون فأحس بخروجنا ، أمر بابتياع تلك المحلة ، ووقفها على المسجد ، وعلى من ينزل به من الغرباء وأهل الفضل ، نفقة لهم ، لئلا تختل أمورهم ، وذلك كله من قوة الدين وصفاء العقيدة .
رواها الحافظ عبد الغني في الرابع من الحكايات ، عن أبي زرعة إذنا ، عن الحسن بن أحمد السمرقندي ، عن بشرويه ، فالله أعلم بصحتها . ولم يل طولون مصر ، وأما ابنه أحمد بن طولون فيصغر عن الحكاية ، ولا أعرف ناقلها ، وذلك ممكن .