الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء آية 272

                                          [2852] حدثنا أبو سعيد الأشج ، وأبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان قالا: ثنا أبو داود الحفري ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن جعفر بن إياس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال: كانوا لا يرضخون لأنسبائهم، وهم مشركون، فنزلت: ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء الآية.

                                          [2853] حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية ، حدثني أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، حدثني أبي، عن أبيه، ثنا الأشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يأمر بألا يصدق إلا على أهل الإسلام، حتى نزلت هذه الآية: ليس عليك [ ص: 538 ] هداهم إلى آخرها، فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك، من كل دين، وروي عن السدي أنه قال: المشركين.

                                          والوجه الثاني:

                                          [2854] حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو عبد الرحمن الحارثي ، عن جويبر ، عن الضحاك : ليس عليك هداهم قال: (إن) كان من فقراء المسلمين، فأعطه حقه من الصدقات.

                                          والوجه الثالث:

                                          [2855] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محلم ، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا عباد بن منصور ، عن الحسن في قوله: ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء لا نكلف محمدا عليه السلام بهداهم، إلا أن يبلغ رسالته. وقال الله لمحمد: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء

                                          قوله تعالى: وما تنفقوا من خير فلأنفسكم

                                          [2856] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدي قوله: وما تنفقوا من خير فلأنفسكم قال: أما النفقة فبين أهلها.

                                          [2857] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محلم ، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا عباد بن منصور ، عن الحسن قوله: وما تنفقوا من خير فلأنفسكم قال: نفقة المؤمن لنفسه.

                                          [2858] ذكر أبو عبد الله بن أحمد الدشتكي ، ثنا أبي، ثنا عطاء بن عزوان ، ثنا محمد بن مسعر قال: سألت سفيان بن عيينة عن قول الله: وما تنفقوا من خير فلأنفسكم قال: هو الصدقة .

                                          [ ص: 539 ] قوله تعالى: فلأنفسكم

                                          [2859] ذكر أبو عبد الله بإسناده، تراه في قوله: فلأنفسكم يقول: لأهل دينكم.

                                          قوله تعالى: وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله

                                          [2860] حدثنا عصام بن رواد ، ثنا آدم، ثنا أبو شيبة ، عن عطاء الخراساني قوله: وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله قال: إذا أعطيت لوجه الله، فلا عليك ما كان عمله.

                                          [2861] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محلم ، ثنا أبو بكر الحنفي ، عن عباد بن منصور ، عن الحسن في قوله: وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله قال: نفقة المؤمن لنفسه ولا ينفق المؤمن إذا أنفق - إلا ابتغاء وجه الله.

                                          قوله: وما تنفقوا من خير يوف إليكم

                                          [2862] حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ، ثنا أبي، عن أبيه، ثنا الأشعث بن إسحاق ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يأمر بألا يصدق إلا على أهل الإسلام، حتى نزلت هذه الآيةليس عليك هداهم إلى قوله: وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون فأمر بالصدقة بعدها، على كل من سألك من كل دين.

                                          [2863] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أنبأ ابن وهب ، أخبرني عبد الرحمن بن شريح ، أنه سمع يزيد بن أبي حبيب يقول في قوله: وما تنفقوا من خير يوف إليكم قال: إنما أنزلت هذه الآية على اليهود والنصارى.

                                          قوله تعالى: وأنتم لا تظلمون

                                          [2864] حدثنا محمد بن العباس ، مولى بني هاشم ، ثنا محمد بن عمرو زنيج ، [ ص: 540 ] ثنا سلمة بن إسحاق قوله: وأنتم لا تظلمون أي لا يضيع لكم عند الله أجره في الآخرة وعاجل خلفه في الدنيا.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية