nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29004ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلا يسيرا
موقع هذه الآية زيادة تقرير لمضمون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا فإنها لتكذيبهم
nindex.php?page=treesubj&link=30569_29326في إظهارهم التخوف على بيوتهم ، ومرادهم خذل المسلمين . ولم أجد فيما رأيت من كلام المفسرين ولا من أهل اللغة من أفصح عن معنى ( الدخول ) في مثل هذه الآية وما ذكروا إلا معنى الولوج إلى المكان مثل ولوج البيوت أو المدن ، وهو الحقيقة . والذي أراه أن الدخول كثر إطلاقه على دخول خاص وهو اقتحام الجيش أو المغيرين أرضا أو بلدا لغزو أهله قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبئاء وجعلكم ملوكا إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=21يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم ، وأنه يعدى غالبا إلى المغزوين بحرف على . ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=23قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا فإنه ما يصلح إلا معنى دخول القتال والحرب لقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=23فإذا دخلتموه فإنكم غالبون لظهور أنه لا يراد : إذا دخلتم دخول ضيافة أو تجول أو تجسس ،
[ ص: 287 ] فيفهم من الدخول في مثل هذا المقام معنى الغزو والفتح كما نقول : عام دخول التتار
بغداد ، ولذلك فالدخول في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14ولو دخلت عليهم هو دخول الغزو فيتعين أن يكون ضمير دخلت عائدا إلى مدينة
يثرب لا إلى البيوت من قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إن بيوتنا عورة . والمعنى : لو غزيت
المدينة من جوانبها إلخ .
وقوله عليهم يتعلق بـ دخلت لأن بناء دخلت للنائب مقتض فاعلا محذوفا . فالمراد : دخول الداخلين على
أهل المدينة كما جاء على الأصل في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=23ادخلوا عليهم الباب في سورة العقود .
والأقطار : جمع قطر بضم القاف وسكون الطاء وهو الناحية من المكان . وإضافة أقطار وهو جمع تفيد العموم ، أي من جميع جوانب
المدينة وذلك أشد هجوم العدو على
المدينة كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم . وأسند فعل دخلت إلى المجهول لظهور أن فاعل الدخول قوم غزاة . وقد أبدى المفسرون في كيفية نظم هذه الآية احتمالات متفاوتة في معاني الكلمات وفي حاصل المعنى المراد ، وأقربها ما قاله
ابن عطية على غموض فيه ، ويليه ما في الكشاف .
والذي ينبغي التفسير به أن تكون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14ولو دخلت عليهم في موضع الحال من ضمير يريدون أو من ضمير
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وما هي بعورة زيادة في تكذيب قولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إن بيوتنا عورة .
والضمير المستتر في دخلت عائد إلى
المدينة لأن إضافة الأقطار يناسب المدن والمواطن ولا يناسب البيوت . فيصير المعنى : لو دخل الغزاة عليهم
المدينة وهم قاطنون فيها .
و ثم للترتيب الرتبي ، وكان مقتضى الظاهر أن يعطف بالواو لا بـ ثم لأن المذكور بعد ثم هنا داخل في فعل شرط لو ووارد عليه جوابها ، فعدل عن الواو إلى ثم للتنبيه على أن ما بعد ثم أهم من الذي قبلها كشأن ( ثم ) في عطف
[ ص: 288 ] الجمل ، أي أنهم مع ذلك يأتون الفتنة ، والفتنة هي أن يفتنوا المسلمين ، أي الكيد لهم وإلقاء التخاذل في جيش المسلمين . ومن المفسرين من فسر الفتنة بالشرك ولا وجه له ومنهم من فسرها بالقتال وهو بعيد .
والإتيان : القدوم إلى مكان . وقد أشعر هذا الفعل بأنهم يخرجون من
المدينة التي كانوا فيها ليفتنوا المسلمين . وضمير النصب في ( أتوها ) عائد إلى الفتنة والمراد مكانها وهو مكان المسلمين ، أي لأتوا مكانها ومظنتها . وضمير بها للفتنة ، والباء للتعدية .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14وما تلبثوا بها عطف على جملة ( لأتوها ) ، والتلبث : اللبث ، أي الاستقرار في المكان وهو هنا مستعار للإبطاء ، أي ما أبطئوا بالسعي في الفتنة ولا خافوا أن تؤخذ بيوتهم .
والمعنى : لو دخلت جيوش الأحزاب
المدينة وبقي جيش المسلمين خارجها ( أي مثلا لأن الكلام على الفرض والتقدير ) وسأل الجيش الداخل الفريق المستأذنين أن يلقوا الفتنة في المسلمين بالتفريق والتخزيل لخرجوا لذلك القصد مسرعين ولم يثبطهم الخوف على بيوتهم أن يدخلها اللصوص أو ينهبها الجيش : إما لأنهم آمنون من أن يلقوا سوءا من الجيش الداخل لأنهم أولياء له ومعاونون ، فهم منهم وإليهم ، وإما لأن كراهتهم الإسلام تجعلهم لا يكترثون بنهب بيوتهم .
والاستثناء في قوله إلا يسيرا يظهر أنه تهكم بهم فيكون المقصود تأكيد النفي بصورة الاستثناء .
ويحتمل أنه على ظاهره ، أي إلا ريثما يتأملون فلا يطيلون التأمل فيكون المقصود من ذكره تأكيد قلة التلبث ، فهذا هو التفسير المنسجم مع نظم القرآن أحسن انسجام .
وقرأ
نافع وابن كثير وأبو جعفر ( لأتوها ) بهمزة تليها مثناة فوقية ، وقرأ
ابن عامر وأبو عمرو وعاصم وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ويعقوب وخلف ( لآتوها ) بألف بعد الهمزة على معنى : لأعطوها ، أي لأعطوا الفتنة سائليها ، فإطلاق فعل ( أتوها ) مشاكلة لفعل ( سئلوا ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29004وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَأَتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا
مَوْقِعُ هَذِهِ الْآيَةِ زِيَادَةُ تَقْرِيرٍ لِمَضْمُونِ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا فَإِنَّهَا لِتَكْذِيبِهِمْ
nindex.php?page=treesubj&link=30569_29326فِي إِظْهَارِهِمُ التَّخَوُّفَ عَلَى بُيُوتِهِمْ ، وَمُرَادُهُمْ خَذْلُ الْمُسْلِمِينَ . وَلَمْ أَجِدْ فِيمَا رَأَيْتُ مِنْ كَلَامِ الْمُفَسِّرِينَ وَلَا مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ مَنْ أَفْصَحَ عَنْ مَعْنَى ( الدُّخُولِ ) فِي مِثْلِ هَذِهِ الْآيَةِ وَمَا ذَكَرُوا إِلَّا مَعْنَى الْوُلُوجِ إِلَى الْمَكَانِ مِثْلَ وُلُوجِ الْبُيُوتِ أَوِ الْمُدُنِ ، وَهُوَ الْحَقِيقَةُ . وَالَّذِي أَرَاهُ أَنَّ الدُّخُولَ كَثُرَ إِطْلَاقُهُ عَلَى دُخُولٍ خَاصٍّ وَهُوَ اقْتِحَامُ الْجَيْشِ أَوِ الْمُغِيرِينَ أَرْضًا أَوْ بَلَدًا لِغَزْوِ أَهْلِهِ قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=20وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِئَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=21يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ ، وَأَنَّهُ يُعَدَّى غَالِبًا إِلَى الْمَغْزُوِّينَ بِحَرْفِ عَلَى . وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=23قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا فَإِنَّهُ مَا يَصْلُحُ إِلَّا مَعْنَى دُخُولِ الْقِتَالِ وَالْحَرْبِ لِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=23فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ لِظُهُورِ أَنَّهُ لَا يُرَادُ : إِذَا دَخَلْتُمْ دُخُولَ ضِيَافَةٍ أَوْ تَجَوُّلٍ أَوْ تَجَسُّسٍ ،
[ ص: 287 ] فَيُفْهَمُ مِنَ الدُّخُولِ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَقَامِ مَعْنَى الْغَزْوِ وَالْفَتْحِ كَمَا نَقُولُ : عَامُ دُخُولِ التَّتَارِ
بَغْدَادَ ، وَلِذَلِكَ فَالدُّخُولُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ هُوَ دُخُولُ الْغَزْوِ فَيَتَعَيَّنُ أَنْ يَكُونَ ضَمِيرُ دُخِلَتْ عَائِدًا إِلَى مَدِينَةِ
يَثْرِبَ لَا إِلَى الْبُيُوتِ مِنْ قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ . وَالْمَعْنَى : لَوْ غُزِيَتِ
الْمَدِينَةُ مِنْ جَوَانِبِهَا إِلَخْ .
وَقَوْلُهُ عَلَيْهِمْ يَتَعَلَّقُ بِـ دُخِلَتْ لِأَنَّ بِنَاءَ دُخِلَتْ لِلنَّائِبِ مُقْتَضٍ فَاعِلًا مَحْذُوفًا . فَالْمُرَادُ : دُخُولُ الدَّاخِلِينَ عَلَى
أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَمَا جَاءَ عَلَى الْأَصْلِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=23ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فِي سُورَةِ الْعُقُودِ .
وَالْأَقْطَارُ : جَمْعُ قُطْرٍ بِضَمِّ الْقَافِ وَسُكُونِ الطَّاءِ وَهُوَ النَّاحِيَةُ مِنَ الْمَكَانِ . وَإِضَافَةُ أَقْطَارِ وَهُوَ جَمْعٌ تُفِيدُ الْعُمُومَ ، أَيْ مِنْ جَمِيعِ جَوَانِبِ
الْمَدِينَةِ وَذَلِكَ أَشَدُّ هُجُومِ الْعَدُوِّ عَلَى
الْمَدِينَةِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ . وَأَسْنَدَ فِعْلَ دُخِلَتْ إِلَى الْمَجْهُولِ لِظُهُورِ أَنَّ فَاعِلَ الدُّخُولِ قَوْمٌ غُزَاةٌ . وَقَدْ أَبْدَى الْمُفَسِّرُونَ فِي كَيْفِيَّةِ نَظْمِ هَذِهِ الْآيَةِ احْتِمَالَاتٍ مُتَفَاوِتَةً فِي مَعَانِي الْكَلِمَاتِ وَفِي حَاصِلِ الْمَعْنَى الْمُرَادِ ، وَأَقْرَبُهَا مَا قَالَهُ
ابْنُ عَطِيَّةَ عَلَى غُمُوضٍ فِيهِ ، وَيَلِيهِ مَا فِي الْكَشَّافِ .
وَالَّذِي يَنْبَغِي التَّفْسِيرُ بِهِ أَنْ تَكُونَ جُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ يُرِيدُونَ أَوْ مِنْ ضَمِيرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ زِيَادَةً فِي تَكْذِيبِ قَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=13إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ .
وَالضَّمِيرُ الْمُسْتَتِرُ فِي دُخِلَتْ عَائِدٌ إِلَى
الْمَدِينَةِ لِأَنَّ إِضَافَةَ الْأَقْطَارِ يُنَاسِبُ الْمُدُنَ وَالْمُوَاطِنَ وَلَا يُنَاسِبُ الْبُيُوتَ . فَيَصِيرُ الْمَعْنَى : لَوْ دَخَلَ الْغُزَاةُ عَلَيْهِمُ
الْمَدِينَةَ وَهُمْ قَاطِنُونَ فِيهَا .
وَ ثُمَّ لِلتَّرْتِيبِ الرُّتْبِي ، وَكَانَ مُقْتَضَى الظَّاهِرِ أَنْ يُعْطَفَ بِالْوَاوِ لَا بِـ ثُمَّ لِأَنَّ الْمَذْكُورَ بَعْدَ ثُمَّ هُنَا دَاخِلٌ فِي فِعْلِ شَرْطِ لَوْ وَوَارِدٌ عَلَيْهِ جَوَابُهَا ، فَعَدَلَ عَنِ الْوَاوِ إِلَى ثُمَّ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى أَنَّ مَا بَعْدَ ثُمَّ أَهَمُّ مِنَ الَّذِي قَبْلَهَا كَشَأْنِ ( ثُمَّ ) فِي عَطْفِ
[ ص: 288 ] الْجُمَلِ ، أَيْ أَنَّهُمْ مَعَ ذَلِكَ يَأْتُونَ الْفِتْنَةَ ، وَالْفِتْنَةُ هِيَ أَنْ يَفْتِنُوا الْمُسْلِمِينَ ، أَيِ الْكَيْدُ لَهُمْ وَإِلْقَاءُ التَّخَاذُلِ فِي جَيْشِ الْمُسْلِمِينَ . وَمِنَ الْمُفَسِّرِينَ مَنْ فَسَّرَ الْفِتْنَةَ بِالشِّرْكِ وَلَا وَجْهَ لَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَهَا بِالْقِتَالِ وَهُوَ بَعِيدٌ .
وَالْإِتْيَانُ : الْقُدُومُ إِلَى مَكَانٍ . وَقَدْ أَشْعَرَ هَذَا الْفِعْلُ بِأَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ
الْمَدِينَةِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا لِيَفْتِنُوا الْمُسْلِمِينَ . وَضَمِيرُ النَّصْبِ فِي ( أَتَوْهَا ) عَائِدٌ إِلَى الْفِتْنَةِ وَالْمُرَادُ مَكَانُهَا وَهُوَ مَكَانُ الْمُسْلِمِينَ ، أَيْ لَأَتَوْا مَكَانَهَا وَمَظِنَّتِهَا . وَضَمِيرُ بِهَا لِلْفِتْنَةِ ، وَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=14وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ ( لَأَتَوْهَا ) ، وَالتَّلَبُّثُ : اللُّبْثُ ، أَيِ الِاسْتِقْرَارُ فِي الْمَكَانِ وَهُوَ هُنَا مُسْتَعَارٌ لِلْإِبْطَاءِ ، أَيْ مَا أَبْطَئُوا بِالسَّعْيِ فِي الْفِتْنَةِ وَلَا خَافُوا أَنْ تُؤْخَذَ بُيُوتُهُمْ .
وَالْمَعْنَى : لَوْ دَخَلَتْ جُيُوشُ الْأَحْزَابِ
الْمَدِينَةَ وَبَقِيَ جَيْشُ الْمُسْلِمِينَ خَارِجَهَا ( أَيْ مَثَلًا لِأَنَّ الْكَلَامَ عَلَى الْفَرْضِ وَالتَّقْدِيرِ ) وَسَأَلَ الْجَيْشُ الدَّاخِلُ الْفَرِيقَ الْمُسْتَأْذِنِينَ أَنْ يُلْقُوا الْفِتْنَةَ فِي الْمُسْلِمِينَ بِالتَّفْرِيقِ وَالتَّخْزِيلِ لَخَرَجُوا لِذَلِكَ الْقَصْدِ مُسْرِعِينَ وَلَمْ يُثَبِّطْهُمُ الْخَوْفُ عَلَى بُيُوتِهِمْ أَنْ يَدْخُلَهَا اللُّصُوصُ أَوْ يَنْهَبَهَا الْجَيْشُ : إِمَّا لِأَنَّهُمْ آمِنُونَ مِنْ أَنْ يَلْقَوْا سُوءًا مِنَ الْجَيْشِ الدَّاخِلِ لِأَنَّهُمْ أَوْلِيَاءُ لَهُ وَمُعَاوِنُونَ ، فَهُمْ مِنْهُمْ وَإِلَيْهِمْ ، وَإِمَّا لِأَنَّ كَرَاهَتَهُمُ الْإِسْلَامَ تَجْعَلُهُمْ لَا يَكْتَرِثُونَ بِنَهْبِ بُيُوتِهِمْ .
وَالِاسْتِثْنَاءُ فِي قَوْلِهِ إِلَّا يَسِيرًا يُظْهِرُ أَنَّهُ تَهَكُّمٌ بِهِمْ فَيَكُونُ الْمَقْصُودُ تَأْكِيدَ النَّفْيِ بِصُورَةِ الِاسْتِثْنَاءِ .
وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ عَلَى ظَاهِرِهِ ، أَيْ إِلَّا رَيْثَمَا يَتَأَمَّلُونَ فَلَا يُطِيلُونَ التَّأَمُّلَ فَيَكُونُ الْمَقْصُودُ مِنْ ذِكْرِهِ تَأْكِيدَ قِلَّةِ التَّلَبُّثِ ، فَهَذَا هُوَ التَّفْسِيرُ الْمُنْسَجِمُ مَعَ نَظْمِ الْقُرْآنِ أَحْسَنَ انْسِجَامٍ .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ ( لَأَتَوْهَا ) بِهَمْزَةٍ تَلِيهَا مُثَنَّاةٌ فَوْقِيَّةٌ ، وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَيَعْقُوبُ وَخَلَفٌ ( لَآتَوْهَا ) بِأَلِفٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ عَلَى مَعْنَى : لَأَعْطَوْهَا ، أَيْ لَأَعْطَوُا الْفِتْنَةَ سَائِلِيهَا ، فَإِطْلَاقُ فِعْلِ ( أَتَوْهَا ) مُشَاكَلَةٌ لِفِعْلِ ( سُئِلُوا ) .