الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله تعالى: للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله

                                          [2865] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله: للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله قال: مهاجري قريش بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم، أمر بالصدقة عليهم.

                                          والوجه الثاني:

                                          [2866] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا جرير ، عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر ، عن سعيد في قوله: للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله قال: قوم أصابتهم الجراحات في سبيل الله فصاروا زمنى، فجعل لهم في أموال المسلمين حقا.

                                          والوجه الثالث:

                                          [2867] حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، أنبأ عبد الرزاق ، أنبأ معمر ، عن قتادة في قوله: للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله قال: حصروا أنفسهم في سبيل الله للغزو.

                                          والوجه الرابع:

                                          [2868] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدي قوله: للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله حصرهم المشركون في المدينة .

                                          والوجه الخامس:

                                          [2869] حدثنا أبي ، ثنا دحيم ، ثنا الوليد ، ثنا سعيد بن بشير ، عن مطر ، عن رجاء بن حيوة في قول الله: للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض قال: لا يستطيعون تجارة.

                                          وروي عن السدي ، مثل ذلك.

                                          [ ص: 541 ] قوله تعالى: يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف

                                          [2870] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدي قوله: يحسبهم الجاهل بأمرهم أغنياء من التعفف.

                                          [2871] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محلم ، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا عباد بن منصور ، عن الحسن وسألته عن قوله: يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف فقال: دل الله المؤمنين عليهم وجعل نفقاتهم لهم، وأمرهم أن يضعوا نفقاتهم فيهم ورضي عنهم.

                                          قوله تعالى: تعرفهم بسيماهم

                                          [2872] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله: تعرفهم بسيماهم قال: التخشع.

                                          والوجه الثاني:

                                          [2873] حدثنا أبو زرعة ، ثنا عمرو بن حماد ، ثنا أسباط ، عن السدي قوله: تعرفهم بسيماهم للفقر عليهم.

                                          والوجه الثالث:

                                          [2874] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، عن الربيع قوله: تعرفهم بسيماهم يقول: تعرف في وجوههم الجهد من الحاجة.

                                          قوله: لا يسألون الناس إلحافا

                                          [2875] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءة، أنبأ ابن وهب ، أخبرني ابن أبي ذئب ، عن أبي الوليد ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس المسكين بالطواف عليكم، فتعطونه لقمة لقمة، إنما المسكين المتعفف الذي لا يسأل الناس إلحافا".

                                          [2876] حدثنا علي بن الحسين بن إشكاب الأخ الأكبر ، ثنا أبو زيد الجزري، أن [ ص: 542 ] شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، أخبره أنه سمع عطاء بن يسار يقول: قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس المسكين بالذي ترده التمرة والتمرتان، واللقمة واللقمتان، إن المسكين المتعفف. اقرأوا إن شئتم لا يسألون الناس إلحافا "

                                          [2877] حدثنا أبي ، ثنا أبو الجماهر ، ثنا عبد الرحمن بن الرجال ، عن عمارة بن غزية ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد قال: قال أبو سعيد الخدري : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سأل وله قيمة وقية فهو ملحف، والوقية: أربعون درهما ".

                                          قوله تعالى: وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم

                                          [2878] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا موسى بن محلم ، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا عباد بن منصور قال: سألت الحسن عن قول الله تعالى: لا يسألون الناس إلحافا فقال: دل الله المؤمنين عليهم وجعل نفقاتهم لهم وأمرهم أن يضعوا نفقاتهم فيهم ورضي عنهم، وقال: وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم

                                          [2879] أخبرنا موسى بن هارون الطوسي فيما كتب إلي، ثنا الحسين بن محمد المروذي ، ثنا شيبان بن عبد الرحمن ، عن قتادة قوله: وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم قال محفوظ ذلك عن الله، عالم به، شاكر له، وأنه لا شيء أشكر من الله، ولا أجزأ بخير من الله.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية