الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6223 باب جف القلم على علم الله

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب يذكر فيه جف القلم ، وقال بعضهم : " باب " بالتنوين .

                                                                                                                                                                                  قلت : هذا قول من لم يمس شيئا من الإعراب ، والتنوين يكون في المعرب ولفظ باب هنا مفرد ، فكيف ينون والتقدير ما ذكرناه أو نحوه ، وجفاف القلم عبارة عن عدم تغيير حكمه لأن الكاتب لما أن جف قلمه عن المداد لا تبقى له الكتابة ، كذا قاله الكرماني ، وفيه نظر لأن الله تعالى قال : يمحو الله ما يشاء ويثبت فإن كان مراده من عدم تغيير حكمه الذي في الأزل فمسلم وإن كان الذي في اللوح فلا ، والأوجه أن يقال : جف القلم أي : فرغ من الكتابة التي أمر بها حين خلقه ، وأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، فإذا أراد بعد ذلك تغيير شيء مما كتبه محاه كما قال : يمحو الله ما يشاء ويثبت

                                                                                                                                                                                  قوله : " على علم الله " أي : حكم الله لأن معلومه لا بد أن يقع وإلا لزم الجهل ، فعلمه بمعلوم مستلزم للحكم بوقوعه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية