الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ومن أتى حدا في الغزو لم يستوف منه في أرض العدو حتى يرجع إلى دار الإسلام ، فيقام عليه .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          ( ومن أتى حدا في الغزو ) وفي المغني والشرح : أو ما يوجب قصاصا ( لم يستوف منه في أرض العدو ) لأنه ربما يحمله الغضب على أن يدخل والعياذ بالله في الكفر ( حتى يرجع إلى دار الإسلام ، فيقام عليه ) وقاله الأوزاعي وإسحاق ، قال أحمد : لا تقام الحدود بأرض العدو ، ونقل صالح وابن منصور : إن زنى الأسير أو قتل مسلما ما أعلمه إلا أن يقام عليه الحد إذا رجع ، لما روى بشر بن أرطاة أنه أتي برجل في الغزاة قد سرق ، فقال : لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تقطع الأيدي في الغزاة لقطعتك . رواه أبو داود وغيره . وهو إجماع الصحابة ، ولأنه إذا رجع أقيم عليه الحد في دارنا لعموم الآيات والأخبار ، فإن تأخيره لعارض من مرض أو شغل جائز ، فإذا زال أقيم عليه لوجود المقتضى السالم عن المعارض .

                                                                                                                          مسألة : تقام الحدود في الثغور بغير خلاف نعلمه ، لأنها من بلاد الإسلام ، والحاجة داعية إلى زجر أهلها كالحاجة إلى زجر غيرهم ، وقدكتب عمر رضي الله عنه إلى أبي عبيدة أن يجلد من شرب الخمر ثمانين وهو بالشام بالثغور . والله أعلم .




                                                                                                                          الخدمات العلمية