الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إنا خلقناهم مما يعلمون

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 304 ] أجمل ما يعلمون في ما الموصولة " مما " ، وقد بينه تعالى في عدة مراحل : من تراب أولا ، ثم من نطفة . وتقدم للشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - بيان ذلك في أكثر من موضع ، وأصرح نص في ذلك قوله تعالى ألم نخلقكم من ماء مهين [ 77 \ 20 ] ، وقوله : فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب [ 86 \ 5 - 7 ] أي : ماء الرجل وماء المرأة يختلطان معا ، كما في قوله تعالى : هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج [ 76 \ 1 - 2 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : كلا إنا خلقناهم مما يعلمون [ 70 \ 39 ] ليس لمجرد الإخبار ; لأنهم يعلمون ، والعالم ليس في حاجة إلى إخبار ، ولكن يراد بذلك لازم الخبر ، وهو إفهامهم بأن من خلقهم من هذا الذي يعلمون قادر على إعادتهم وبعثهم ومجازاتهم ، كما في سورة " الدهر " إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا [ 76 \ 2 ] . ثم قال : إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا [ 76 \ 3 ] . ثم بين المصير إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا [ 76 \ 4 - 5 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية