الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            باب استحباب نقض الشعر لغسل الحيض وتتبع أثر الدم فيه

                                                                                                                                            337 - ( عن عروة عن عائشة { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها وكانت حائضا : انقضي شعرك واغتسلي } رواه ابن ماجه بإسناد صحيح ) .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الحديث هو عند الستة إلا الترمذي بلفظ : ( إنها قدمت مكة وهي حائض ولم تطف بالبيت إلا بين الصفا والمروة ، فشكت ذلك إليه صلى الله عليه وسلم ، فقال : انقضي رأسك وامشطي وأهلي بالحج ) وليس فيه ذكر الغسل . وقد ثبت عند ابن ماجه كما ذكره المصنف وهو دليل لمن قال بالفرق بين الغسل للجنابة والحيض والنفاس ، وهو أحمد بن حنبل والهادوية . وأجيب بأن الخبر ورد في مندوبات الإحرام ، والغسل في تلك الحال للتنظيف لا للصلاة والنزاع في غسل الصلاة .

                                                                                                                                            338 - ( وعن عائشة { أن امرأة من الأنصار سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من [ ص: 312 ] الحيض ، فأمرها كيف تغتسل ثم قال : خذي فرصة من مسك فتطهري بها ، قالت : كيف أتطهر بها ، قال : سبحان الله تطهري بها ، فاجتذبتها إلي فقلت : تتبعي بها أثر الدم } رواه الجماعة إلا الترمذي ، غير أن ابن ماجه وأبا داود قالا : " فرصة ممسكة " ) . الحديث أخرجه أيضا الشافعي ، وسماها مسلم أسماء بنت شكل . وقيل : إنه تصحيف والصواب أسماء بنت يزيد بن السكن ، ذكره الخطيب في المبهمات . وقال المنذري : يحتمل أن تكون القصة تعددت وروي ( فرصة ممسكة ) في الصحيحين

                                                                                                                                            أيضا قوله : ( فرصة ) هي بكسر الفاء وإسكان الراء وبالصاد المهملة : القطعة من كل شيء حكاه ثعلب . وقال ابن سيده : الفرصة من القطن أو الصوف مثلثة الفاء . والمسك : هو الطيب المعروف . وقال عياض : رواية الأكثر بفتح الميم وهو الجلد وفيه نظر لقوله في بعض الروايات ( فإن لم تجد فطيبا غيره ) كذا أجاب به الرافعي .

                                                                                                                                            قال الحافظ : وهو متعقب فإن هذا لفظ الشافعي في الأم ، نعم في رواية عبد الرزاق : يعني بالفرصة المسك أو الزريرة ، وليس في الحديث ذكر نقض الشعر ، وغاية ما فيه الدلالة على التنظيف والمبالغة في إذهاب أثر الدم . قال النووي : وقد اختلف العلماء في الحكمة في استعمال المسك المختار الذي قاله الجماهير : إن المقصود من استعمال المسك تطييب المحل ودفع الرائحة الكريهة . .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية